رغم أنني أشعر بالضيق، أحيانا، من بعض الأحكام الظالمة والتنكيتات الصادمة، التي تطلق على بعض الجهات أوالقبائل أوالشرائح، من طرف جهات أوقبائل أوشرائح أخرى، تتخذ أساليب الجد أحيانا والملاطفة أحيين كثيرة!
ورغم درايتي التامة بأن تلك الأحكام والتنكيتات لم تعد مقبولة في دولة المواطنة؛ حيث تنمحي الفوارق ويتساوى الكل أمام القانون مكافأة وعقوبة، الشيء الذي يتنافى مع كل مايرسخ الانتماءات الضيقة وعلى رأسه مثل هذه الممارسات.
رغم كل ذلك؛ فإنني أرى أن محاربتها بواسطة القانون وتغليظ العقوبة على مرتكبيها، غير مجد في الأمد المنظور؛ لأن شيوع هذه الممارسات بين تلك الأطر الضيقة؛ بل وداخل كل إطار منها يفرض حصر المعاقب منها بشكل دقيق، وإلا فإننا مع الوقت سنجد أفرادا من المكون ذاته في أروقة العدالة بسبب نكتة عابرة وجد فيها الشاكي وسيلة للإيقاع برحمه!
ثم إن حصر المعاقب منها سيكون وسيلة لإفلات "الألحن بحجته" من العقوبة وتضرر غيره، وهو ما لا ينبغي!
لكنني، عوضا، عن ذلك أرى أن الحل الأنسب هو التركيز على محاربتها بواسطة التوعية وإشاعة أنماط الترفيه والفرجة الملائمة لقيم الجمهورية؛ لأن السبب الأول، لوجود هذه الممارسات، حسب اعتقادي، هو نقص فنون الفرجة والترفيه في هذه الأرض، بسبب طبيعة المجتمع وقساوة الطبيعة!
حفظ الله بلادنا من كل مكروه وزادها رفعة وأمنا ونماء