في سياق الأحداث في جمهورية مالي يبدو من الواضح أن ثمة من يسعي إلي جر موريتانيا إلي حلبة الصراع المحتدم في المنطقة بروافده الإفريقية ممثلة في الاكواس و الدولية بين الغرب وروسيا
وبعد الفشل في إقناع قيادة البلد في إتخاذ قرارات إرتجالية تابعة وغير مدروسة أخشي أن سيناريوهات جديدة ترسم الآن في المنطقة من خلال " التوتير والتثوير " الذي تزداد وتيرته بشكل متسارع منذ الإعلان عن قتل مواطنين موريتانيين في ظروف " غامضة " ومتضاربة خلال اليومين الأخيرين
في موجة التوتير والتثوير هذه برز لدي بعض مواقع الإعلام الموريتاني تعبير " ذبح موريتانيين في مالي " في إشارة إلي مقتل الموريتانيين
وهو مصطلح وافد علي قواميس الإعلام الموريتاني
وبحكم خبرتي المتواضعه في الإعلام وكيفية إختيار العنوانين والهدف منها يبدو واضحا أن ماوراء إختيار مصطلح خبر " ذبح الموريتانيين " هو التشنيع وصب زيت الخبر علي نار الرأي العام الوطني من أجل التمهيد( للإشعال والإشتعال ) .....
لاشك أن مقتل أي مواطن موريتاني هو أمر مؤلم ومؤسف للغاية ويستدعي التحري والمتابعة حتي تتحقق العدالة ضد القتله لكن المؤكد أن إدارة ملفات معقدة مرتبطة بالجوار الإقليمي والدولي تحتاج إلي الكثير من الهدوء والحكمة من أجل إتخاذ قرارات إستشرافية عاقلة تتجاوز منطق التوتير والتثوير ومصطلحات الذبح إلي ماهو أبعد من ردود الفعل العاطفية غير المدروسة فنحن أمام متغيرات متسارعة في المنطقة المغاربية ودول الساحل
متغيرات قد تقود الجميع إلي المجهول في حالة إتخاذ أي قرار إستعجالي غير مدروس
وفي هذه الحالة نحن بحاجة أن ننظر للأوضاع بالكثير من عقل (الجيو بلولتيك ) والقليل من عاطفة التثوير والتوتير
وعند نداك نلبي أجل