العلامة محمد الاغظف بن أحمد مولود الجكني الحوضي وأحيانا يعرّف بالولاتي…
علامة شهير ذاع صيته في بلاده ومسقط رأسه ثم سافر الى الحج وفي طريق عودته التقى في المغرب بالسلطان الحسن بن محمد الذي طلب منه تعليم أبنائه وكان منهم السلطان المولى عبد الحفيظ الذي ارتبط به ومدحه وأثنى على علمه وورعه وأخلاقه ..
يقول المولى عبد الحفيظ في كتابه (العذب السلسبيل في حل ألفاظ خليل) متحدثا عن محمد الأغظف، واصفا إياه بأنه شيخه "الولي الصالح والقطب الواضح، ذو التآليف العديدة، والفوائد المفيدة، والقدم الراسخة في معرفة الله عز وجل سيدي محمد الاغظف، حج وهاجر واعتكف، وقام من آناء الليل نصفه أو كله، رجل من أهل الجنة على وجه الأرض، لا غل ولا حقد ولا حسد ولا غيبة، إذا زنته بقول الله تعالى <<وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما>> كان ذلك له مقاما" (العذب السلسبيل/ 3).
وهذا المختار السوسي يقول في كتابه "المعسول" : "وحدثني الباشا منُّو أيضا قال رجع الشيخ ماء العينين إلى مراكش حين كان مولاي عبد الحفيظ خليفة أخيه هناك، فوجدنا هبت علينا نسمات من الحياة الجديدة العصرية, وقد تزلزل اعتقادنا فيه (...) قال الباشا: ومن الشنگيطيين عالم ورع إلى الغاية لم أعهده يرسل لسانه في أحد يسمى محمد الأغظف، وهو من الذين يصاحبهم الخليفة مولاي عبد الحفيظ ويؤلفون له ويذاكرهم في مجالسه العلمية, وحين أكثر الناس في انتقاد الشيخ ماء العينين, أقبلت أسائله عن أحواله, فأشار إلي أن أشتغل بذات نفسي" (المعسول/ 4/ 84).
ويصفه القاضي العباس بن إبراهيم السملالي صاحب "الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام" بأنه "الفقيه البركة الناسك، الشيخ العلامة الأورع المشارك، الذي لا ينفك عن ذكر الله، المعود لسانه دائما كلمة لا إله إلا الله، شيخ الأخيار والأمراء والكبار والعرفاء" (الإعلام 7/ 218).
توفي العلامة محمد الاغظف بمراكش في شوال عام 1337هـ ودفن بروضة الإمام السهيلي.
ويذكر السملالي أن أهل المدينة قاموا بتجهيزه قياما عجيبا، واجتمع عليه خلق كثير، وجم غفير، كبراء وأجلاء وغيرهم." (الإعلام 7/ 219)
ورثاه خلق كثير في مقدمته تلميذه وابن عمه الباشا البيضاوي باشا تاردانت.
ترك مؤلفات عدة ولكنها ضاعت بفعل الاصطرابات السياسية التي عرفها المغرب آنذاك.
ومن أشهر مؤلفاته شرحه لمنظومة "السبك العجيب لمعاني حروف مغني اللبيب" التي ألفها تلميذه المولى عبد الحفيظ، وطبع بمصر في عهده، ووضع عليه علي بن مبارك الروداني حاشية أسماها "فتح الصمد على شرح محمد الاغظف بن أحمد" وصف في مقدمتها محمد الأغظف بـ "الفقيه العلامة، البحر الفهامة، المشارك في جميع العلوم المنثور منها والمنظوم"..
قدم عنه الأستاذ الحسين ولد محنض ورقة قيمة في الندوة الدولية التي نظمتها جامعة شنقيط العصرية عن الاسهام الشنقيطي في المشرق والمغرب سنة 2013..
وكنتُ قدمتُ في ذات الندوة ورقة بعنوان ( الشنقيطيان ودورهما في التعريف بالشعر الموريتاني مشرقيا)…
وقد تم نشر أعمال هذه الندوة في كتاب…