اعترفت السيّدة أفريل هاينز مديرة الاستِخبارات الوطنيّة الأمريكيّة أمس الخميس بصحّة الاتّهامات الروسيّة التي تقول إن بلادها تُشرف على برامج إنتاج أسلحة بيولوجيّة في أوكرانيا، وقالت إنها تُشغّل أكثر من عشرة مُختبرات بيولوجيّة مُرتبطة بمشروعات عسكريّة دفاعيّة وصحيّة، مُشيرةً إلى أن الحُكومة الأمريكيّة قدّمت لكييف مُساعدات في مجال السّلامة البيولوجيّة.
شهادة السيّدة أفريل خِلال جلسة اجتِماع بمجلس الشيوخ الأمريكي حول إنتاج هذه الأسلحة البيولوجيّة بهدف استِخدامها ضدّ روسيا الاتحاديّة عبر الطّيور والزّواحف لنشر الأمراض الفتّاكة، جاءت صادمةً ومُرعبة في الوقت نفسه، وتُعيد طرح العديد من الأسئلة حول احتِمال تصنيع فيروس كورونا في أحد المُختبرات الأمريكيّة، وهي الفرضيّة التي روّج لها الجانب الصيني في الأسابيع الأولى لظُهور الفيروس في إقليم ووهان الصيني.
اللواء إيغور كوناشينكوف المتحدّث باسم وزارة الدفاع الروسيّة، قال إن الهدف من هذه الأبحاث البيولوجيّة التي تُموّلها وتدعمها أمريكا في أوكرانيا كان إنشاء آليّة سريّة لنشر مُسبّبات الأمراض الفتّاكة عن طريق الطّيور البريّة المُهاجرة والخفافيش والزّواحف، مع الانتِقال مُستَقبلًا لدراسة إمكانيّة نقل حُمّى الخنازير الإفريقيّة والجمرة الخبيثة بوَسائلٍ مُماثلة.
المُخابرات الروسيّة وصلت إلى كميّاتٍ هائلة من الوثائق من عاملين في المُختبرات البيولوجيّة الأوكرانيّة التي تتواجد في مناطق سيطر عليها الجيش الروسي وحُلفاؤه، وأن هُناك وثائق أُخرى قيد الدّراسة سيتم الكشف عن مضمونها لاحقًا مثلما قال اللواء كوناشينكوف.
ورود ذِكر الخفافيش كوسائل لنقل الفيروسات البيولوجيّة إلى روسيا، يُعيد لفت الانتِباه إلى الأيّام الأولى لاكتِشاف فيروس “كوفيد 19″، أو الكورونا، باعتِبارها حاملةً لهذا الفيروس، وعلى اعتِبار أنها مصدره، وليست ناقلته، ونشره في أوساط الصينيين الذين كان الرئيس الأمريكي السّابق دونالد ترامب يعتبرهم العدوّ الأوّل.
الحرب الأوكرانيّة التي تدخل هذه الأيّام أُسبوعها الثالث ستكشف كميّةً هائلةً من الأسرار العسكريّة الكيميائيّة والبيولوجيّة، ولا نستبعد أن يكون كيفيّة زراعة وتطوير فيروس كورونا أبرزها.. واللُه أعلم.
“رأي اليوم”