كنت أتمنى من فضيلة إمام المسجد الجامع، أن لا يتناول السياسة في هذا اليوم الذي يجمع المسلمين جميعا، يل الإنسانية جمعاء في المحبة و الخير و السلام.
كنت أتمنى أن يقدر اللحظة و ان لا يستغلها لتمرير مواقف بعض الدول الخارجية اتجاه جيرانها و خصومها و منافسيها.
خطبة الإمام اليوم مع احترامي الشديد له لا تعنينا محليا، إنها تمرير رسالة و البحث عن حلفاء لطرف على حساب أخر و محاولة لجرنا لصراع سياسي، متدثر بالطائفية المقيتة، التي ظلت بلادنا بمنأى عنها و لا نريد أن يستغبينا أحد و يجرنا لصراعات نفوذ بين أطراف خارجية.
علينا أن ننتبه لأنفسنا و نظل على حياد من جميع الأطراف و أن نبني سياستنا على مراعاة مصالحنا الذاتية بعيدا عن التخندق الطائفي و العرقي.
يجب أن نقيم علاقات متوازنة مع الجميع. و لست بحاجة إلى تذكيركم بمواقف مشابهة حاول البعض أن يجرنا بها إلى أتون حرب الأشقاء في اليمن، و أن يدفع بأبنائنا و جنودنا ليكونوا حطبا لها، و حسنا فعلت السلطة عندما انتبهت لذلك، فلم تدفع بأبنائنا إلى جحيم حرب لا تعنيهم.
ليس من السهل أن يقال أو يكتب مثل هذا الكلام و لكن الواجب الوطني و الضمير الأخلاقي يستلزمه.
علينا أن نمتلك الشجاعة في قول الحقيقة و إسداء النصح في الوقت المناسب و الصعب.
نقلا عن صفحة الكاتبة : فاطمة بنت محمد المصطفى