اختتمت مساء يوم الأحد الماضي الدورة السابعة والعشرين للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، التي نظمتها وزارة الشباب والثقافة والتواصل في المملكة المغربية ، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ، وبالتعاون مع ولاية الرباط سلا القنيطرة، وجهة الرباط سلا القنيطرة، وجماعة الرباط. وعقدت هذه الدورة بصفة استثنائية في مدينة الرباط احتفاء بها عاصمة للثقافة الأفريقية وعاصمة للثقافة في العالم الإسلامي .
وكانت الآداب الأفريقية ضيف الشرف في هذه الدورة التي شارك فيها 712 عارضا من 55 بلدا . وحسب الاحصائيات الرسمية للجهة المنظمة للمعرض فقد تجاوز عدد الكتب والمؤلفات المعروضة مئة ألف عنوان، تنوعت حسب أصناف عارضيها بنسب متفاوتة، جاءت في مقدمتها أصناف الكتب ذات المضامين المتصلة بالعلوم الإنسانية واللغات والأدب بنسبة 54%، تلاها الكتاب المؤسساتي بنسبة 24 %، وكتاب الطفل بنسبة 10 %، ونسبة 12% موزعة بحصص متقاربة بين الكتاب القانوني، والكتاب العلمي، والكتاب الديني والتراثي. وتجاوز عدد زوار المعرض 200 ألف زائر. وشمل المعرض أربع قاعات كبرى استوحت أسماءها من مواقع الرباط التاريخية والأثرية، بالإضافة إلى رواق وزارة الثقافة، ورواق ضيف الشرف ، وأجنحة لعدد من الوزارات والمؤسسات المغربية والمنظمات الدولية ، من ضمنها جناح منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة – إيسيسكو-
جناح الإيسيسكو يحلق عاليا في سماء المعرض الدولي للكتاب والنشر في الرباط
شاركت الإيسيسكو بجناح كان متميزا من حيث مساحته وموقعه في واجهتين في مكان استراتيجي ومن حيث نوعية وعدد الأنشطة التي احتضنها الجناح على مدى عشرة أيام . وهي مشاركة غير مسبوقة بالمقارنة مع الدورات السابقة للمعرض في مدينة الدار البيضاء حيث كان جناح الإيسيسكو لا يتعدى في مساحته أمتارا معدودة ، وكان يخصص فقط لعرض إصدارات الإيسيسكو باللغات العربية والفرنسية ولانجليزية .
الوضع اختلف كثيرا هذه السنة حيث أبدعت الإيسيسكو في تصميم هندسة جناحها الذي توفرت فيه المواصفات الاحترافية المعمول بها في المعارض الدولية الكبرى ، وتضمن لمسات فنية مبتكرة زاوجت بين العرض المادي لبعض المنشورات والاصدارات واستعمال تقنيات البث السمعي البصري الحديثة ، إضافة إلى تنفيذ برنامج ثقافي وتواصلي متنوع وغني بفقراته مما جعل الجناح ، طيلة أيام المعرض قبلة لعدد كبير من زوار المعرض من مختلف الأعماروالمستويات الفكرية ، مما عكس المكانة المتميزة والاشعاع الثقافي والمعرفي لمنظمة الإيسيسكو.
وكان أول هؤلاء الزوار الشخصيات التي حضرت الافتتاح الرسمي للمعرض وفي مقدمتها مستشار صاحب الجلالة السيد أندري أزولاي، ووزير الشباب والثقافة والتواصل المغربي السيد محمد المهدي بنسعيد، ووزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة المغربية السيدة عواطف حيار، ووزير الثقافة والاتصال السنغالي، السيد عبدولاي ديوب، والمدير العام للإيسيسكو الدكتور سالم بن محمد المالك وعدد من السفراء المعتمدين بالمملكة المغربية ، ووالي جهة الرباط سلا القنيطرة، ورئيس مجلس جهة الرباط، ورئيسة مجلس مدينة الرباط، وعدد من المثقفين والأدباء والإعلاميين .
ومن أقوى اللحظات التي شهدها جناح الإيسيسكو في المعرض الجلسة الحوارية التي خصصت للتعريف ببرنامج الإيسيسكو لعواصم الثقافة في العالم الإسلامي ودوافع إعلان الرباط عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي 2022، وشارك فيها المدير العام للإيسيسكو، وزير الشباب والثقافة والتواصل في المملكة المغربية، ونائب المدير العام للإيسيسكو الدكتور عبد الإله بن عرفة ، وقام بتنشيطها الأستاذ نجيب الغياتي المستشار الثقافي للمدير العام للإيسيسكو.
لقد ضم جناح الإيسيسكو عددا مهما من الكتب والدراسات، التي أصدرتها الإيسيسكو في مجالات التربية والعلوم والثقافة والإعلام والتواصل والعلوم الإنسانية، بالإضافة إلى المنشورات والمطويات التي تُعرف بأهم مبادرات وبرامج ومشاريع الإيسيسكو. ووفرت الإيسيسكو للزائرين فرصة تحميل هذه الإصدارات إلكترونيا بالمجان. وتم كذلك عرض مجموعة من الأشرطة السمعية البصرية التي أنتجتها الإيسيسكو في أطار التعريف بمجالات عملها وبمنجزاتها في مجالات اختصاصها.
ومن المبادرات التي قامت بها الإيسيسكو دون غيرها خلال فعاليات المعرض توزيع عدد من الجوائز، منها جوائز تم منحها للفائزين من زوار جناح الأإيسيسكو كل يوم، وجائزة يومية أيضا لفائز من بين المشاركين في المسابقة، التي أطلقتها الإيسيسكو لتصوير ونشر فيديو قصير حول أحد معالم مدينة الرباط ونشره عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كما تم منح دروع تكريمية لأصحاب أشرطة فيديو المتميزة.
ولأول مرة في تاريخ مشاركتها في المعرض الدولي للكتاب والنشر في المغرب ، احتضن جناح الإيسيسكو أكثر من 40 مداخلة باللغات العربية والفرنسية والانجليزية، من خلال عقد ندوات ولقاءات فكرية تحدث فيها عدد من قيادات الإيسيسكو من مديري القطاعات والإدارات والمراكز المتخصصة، كما قدم عدد من الخبراء عروضا حول برامج ومشاريع الإيسيسكو ورؤيتها واستراتيجية عملها.
وفي هذا الإطار تناولت العروض المقدمة عددا من المواضيع من بينها الرؤية الاستشرافية للإيسيسكو، والتربية من منظور الإيسيسكو، والآفاق المستقبلية في العلوم التقنية، والثقافة وهوية الشعوب ، والأيسيسكو وقضايا المجتمع ، والحوار الحضاري من منظور جديد ، والشراكات البناءة هدف استراتيجي ، والابحار في المستقبل من خلال الاستشراف الاستراتيجي ، والمقاربة الجديدة للغة العرية ، والمشكاة كعالم افتراضي، واللجان الوطنية والعمل المشترك ، وحقوق الانسان والتحديات الرقمية، والمبادرات الرائدة للأيسيسكو خلال الثلاث سنوات الماضية ومنها بين بيت الإيسيسكو الرقمي و منتدى القيم الحضارية في السيرة النبوية وعام الإيسيسكو للمرأة. كما شهد جناح الإيسيسكو في المعرض تقديم عروض حول عدد من القضايا التي تشتغل عليها الإيسيسكو في إطار رؤيتها الجديدة خاصة ما يتعلق منها بالقضايا التربوية والعلمية والتقنية، والثقافية – التراثية،والإنسانية والاجتماعية، ومشاريع الإيسيسكو في مجال حماية البيئة، وقضايا التعليم العالي، وبرامج اتحاد جامعات العالم الإسلامي ، ومشاريع الاستشراف الاستراتيجي ، والحوار الحضاري ، وقضايا تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها ، إضافة إلى تقديم وتوقيع عدد من الكتب ذات الصلة باختصاصات الإيسيسكو.
لقد كان جناح الإيسيسكو طيلة أيام انعقاد الدورة السابعة والعشرين للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط منصة ثقافية ومعرفية ثرية بمواضيعها ، وفضاء تواصليا انسانيا ، استقبل الكبار والصغار واستطاع أن يقدم صورة مشرقة وجديدة عن الإيسيسكو، وبذلك يستحق جميع من ساهم في تنظيم أنشطة وفعاليات الجناح ، من مسؤولين وإداريين وخبراء وتقنيين ، كل التنويه والتقدير، والأمل معقود عليهم في حضور متطور ومتجدد في مختلف المعارض الدولية للكتاب والنشر داخل العالم الإسلامي وخارجه.
المحجوب بنسعيد/ الرباط