لا يخفى على ذي بصيرة منصف، ما تعيشه الساحة السياسية الوطنية من هدوء والتزام بقواعد التنافس الإيجابي بين الفرقاء، وذلك بعد إرساء صاحب الفخامة السيد محمد ولد الشيخ الغزواني لقواعد جديدة، بعيدة عن الديماغوجية والعنجهية، تعتمد على احترام الآخر والتركيز على المبادئ والأفكار والطرح الفكري؛ لا على الأشخاص والأهواء.
لقد بدأت بذلك ظواهر التعصب في الاختفاء، وغابت نبرة المصالح الضيقة، وركز الجميع على صون المشتركات وحفظ المصالح العليا.
دون مراء، لعب حزبنا حزب الاتحاد من أجل الجمهورية، أدوارا لا يستهان بها في سبيل تعزيز هذ المسار رغم الانتقادات الحادة أحيانا - والموجهة إليه من داخله -، لكن الإجماع على كونه أكبر حاضنة لمناصري الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني ظل باقيا، كما ظل حضوره بارزا في كل الأحداث الوطنية وإسهاماته مشهودة في كل مناسبة تستدعي ذلك.
وبكل أمانة كان لرئيس الحزب السيد سيدي محمد ولد الطالب أعمر قصب السبق في كل تلك الجهود، عملا وتوجيها وصبرا ورجاحة عقل.
ولأن حزبنا اليوم يقف على عتبات تغيير لم تعد ملامحه خافية على أحد، فإن أمورا بالغة الأهمية يجب أن تتم مراجعتها سعيا للوصول بالحزب إلى مكانته اللائقة. وتبدأ تلك الأمور بحسن اختيار القيادة المقبلة من حيث الوزن السياسي، والرزانة، والانفتاح، واعتماد المقاربات التشاركية.
فعلى القيادة المقبلة للحزب أن تعي جيدا أن إشراك كل الفاعلين السياسيين والمؤثرين المحليين، لم يعد خيارا متقدما بقدر ما بات ضرورة تمليها التجارب السابقة وما خلفه الإقصاء في فترات مختلفة من تاريخ حزبنا من نتائج مخيبة للآمال.
كما أن إدراك حجم التحديات المقبلة في ظل اقتراب الاستحقاقات الانتخابية يجعل القيادة المنتظرة أمام مسؤوليات جسام، ففي حين أنها ستنكب على التحضير الجيد لخوض النزال السياسي، فإنها مطالبة في ذات الوقت بترتيب البيت الداخلي للحزب وامتصاص المغاضبات التي خلفتها ممارسات الماضي.
إن إشراك الشباب هو الآخر والتركيز على المناطق ذات الوزن الانتخابي المعتبر، يجب أن يتصدر أجندات القيادة المقبلة، خاصة في ظل الطموح المتزايد للسكان والمناضلين في العديد من المناطق الخاضعة انتخابيا للحزب وتعطشها لإحداث التغيير، وبحثها عن ممثلين لها يتمتعون بالصلة المباشرة بالقواعد الحزبية، ويعملون على تحقيق الطموحات ويتفاعلون مع المطالب المشروعة.
وفي الأخير على القيادة المنتظرة للحزب أن تبرز بشكل غير ممجوج الإنجازات الكبيرة التي تحققت في ظل حكم صاحب الفخامة السيد محمد ولد الشيخ الغزواني والتي طالت كل مجالات التنمية.