تشهد الساحة السياسية في مناطق وبلديات مختلفة من مقاطعة كنكوصة منذ أيام تحركات سياسية وانضمامات لبعض الأحلاف، وما إن تبدأ حركة إلا لتبدأ أخرى خاصة وأن الشارع السياسي يعيش هذه الفترة انعاقد جلسات تشاور بين الحكومة والأحزاب المعارضة لأجل الإستعداد للانتخابات القادمة.
ويعدُ استقطاب الشعوب المطحونة في الأرياف المنسية مهمة هذه الأحلاف لأجل إعدادها وتجهيزها للمرحلة القادمة، مع وعود فارغة تظل حبيسة الجدران إن كان الاجتماع السياسي تحتها، وإن كان تحت عريش خاوي من كل مقومات الحياة، هكذا يبدوا المشهد في تلك الربوع.
ولكن ليبدوا الأمر وكأنه واضحا من هذا المنظور لماذا لايتوقف شيوخ القبائل عن تصديق الكذب؟ ولماذا لا يأخذون ثمنه على الأقل؟ إن كانت تلك التحركات في القرى النائية الهدف منها هو محاربة عدو ما؟ لأنه منافس في السياسة يريد النصر لحملته الانتخابية فما هو همكم أنتم؟ وماهي هي الفائدة التي ستجدونها؟
وإن كانت تلك الاجتماعات السياسية في غالبها تنظم تحت شعار " الديمقراطية للجميع" فلماذا تبقى هذه الأرياف التي تحلم بمستقبل أفضل بدل التهميش والجوع والعطش والوعود الخاوية ينتهي بها الأمر بعد نهاية الانتخابات في مكانها الأزلي الذي سيبقى كذلك ما دامت تفكر بنفس التفكير وتقبل بنفس الوجوه وتعيش على نفس الآمال؟
لا مرافق عمومية، ولا مستشفيات، ولا آبار جوفية، ولا كهرباء، ولا مدارس، ناهيك عن تشغيل الشباب المطحون بسبب البطالة، أما عن بناء السدود وتذليل الصعاب للإنسان فهذا لعمري تمني لن يرى النور يوما ما دام هم السياسيين هو عقد التحالفات مع إقتراب التحضير المبكر للانتخابات، وبعدها تأتي صفقات التراضي، والزبونية، والمحاباة، ويترك المواطن على قارعة الطريق مع سياسات التضليل والكذب والبهتان على ساكنة كنكوصه!