قتل 15 شخصا على الأقل وأصيب آخرون الأربعاء في هجوم "إرهابي" مسلح استهدف مرقدا دينيا في مدينة شيراز بجنوب إيران، في أحد أكثر الاعتداءات دموية تشهدها البلاد منذ أعوام.
وقال مسؤولون إن الهجوم نفذه مسلح من "الإرهابيين التكفيريين" تم توقيفه، في وقت تعهد الرئيس الإيراني بـ"رد حازم" على هذه العملية.
وفي وقت لاحق أعلن تنظيم "الدولة الإسلامية" مسؤوليته عن تنفيذ الهجوم، بحسب ما نقلت وكالة "أعماق" التابعة للتنظيم المتطرف على تلغرام.
ويأتي الاعتداء في خضم احتجاجات تشهدها البلاد منذ 16 أيلول/سبتمبر، يوم وفاة الشابة مهسا أميني بعد توقيفها من قبل شرطة الأخلاق في طهران، على خلفية عدم التزامها بقواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية. وقضى العشرات خلال هذه الاحتجاجات غالبيتهم من المحتجين، لكن أيضا عناصر من قوات الأمن، وتم توقيف مئات آخرين.
وأعلن التلفزيون الرسمي ليل الأربعاء "استشهاد 15 شخصا على الأقل" في الهجوم الذي استهدف مرقد شاه جراغ ("ملك النور") للسيد أحمد بن موسى الكاظم، شقيق الإمام الرضا، ثامن الأئمة المعصومين لدى الشيعة.
ويعد هذا المرقد الواقع في شيراز، مركز محافظة فارس، من أبرز المزارات الدينية في جنوب الجمهورية الإسلامية.
وتضمنت أشرطة مصورة نشرتها وسائل إعلام محلية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، صورا تظهر بقع دماء على الأرض داخل حرم المرقد، وأقمشة اصطبغت باللون الأحمر، إضافة الى زجاج محطّم متناثر على الأرض، وأثرا لطلقة في الحائط. كما نشرت وكالات إيرانية صورا تظهر أشخاصا ممدين أرضا مضرجين بدمائهم، وما يبدو أنها جثث رصفت جنبا إلى جنب وقد لفت بقماش أبيض مضرج بالدماء.
وأوضح محافظ فارس محمد هادي ايمانيه، أن الاعتداء وقع قرابة صلاة المغرب.
وأظهر شريط بثته وسائل إعلام محلية وقالت إنه من كاميرا مراقبة في المرقد، شابا ذا لحية خفيفة يحمل بندقية رشاشة ("كلاشنيكوف") ويطلق النار قرب ما يعتقد أنه ممر عند مدخل المرقد، ويقوم بتلقيم سلاحه مرارا. فيما نقلت وكالة "إرنا" الرسمية عن أحد شهود العيان قوله إنه سمع "صراخ نسوة تزامنا مع نداء الصلاة".
ووفق التلفزيون، أصيب 19 شخصا على الأقل بجروح، علما بأن المصدر نفسه كان أشار بداية إلى جرح نحو 40 شخصا. وتحدثت وسائل الإعلام الإيرانية بداية عن أن ثلاثة مسلحين نفذوا الهجوم، وتم توقيف إثنين منهم. إلا أن كاظم موسوي، مسؤول السلطة القضائية في محافظة فارس، ومركزها مدينة شيراز، أبلغ التلفزيون الرسمي أن "إرهابيا واحدا فقط كان ضالعا في هذا الهجوم".
وأفاد التلفزيون الرسمي أن الموقوف هو من "الإرهابيين التكفيريين"، وهي عبارة تستخدم عادة للإشارة إلى مسلحين ينتمون إلى تنظيمات دينية متطرفة. من جهتها، أشارت وكالة "فارس" إلى أن إمرأة وطفلين هم ضمن الضحايا، مضيفة أن من تم توقيفه ليس إيرانيا.