مشاركة متميزة للإيسيسكو في قمة شرم الشيخ COP27 | صحيفة السفير

مشاركة متميزة للإيسيسكو في قمة شرم الشيخ COP27

خميس, 10/11/2022 - 00:22

بحضور وازن وكبير لقادة وزعماء من مختلف دول العالم والأمين العام للأمم المتحدة ورؤساء وممثلي عدد مهم من المنظمات الإقليمية والدولية وحشد غفير من خبراء المناخ والطاقة والبيئة ومنظمات المجتمع المدني المهتمة بقضايا البيئة ونشطاء حماية البيئة، انطلقتيوم الأحد 6 نوفمبر 2022 ،في مدينة شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية أعمال المؤتمرالسنوي للأمم المتحدة حول تغير المناخ السنوية"COP -27" والتي ستستمر لمدة أسبوعين ، بهدف تدارس الحلول المناسبة لقضية التغير المناخي، والتفاوض من أجل التوصل إلى "اتفاق تاريخي" لخفض انبعاثات الكربون.

ويعد المؤتمرجزءاً من اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي، وهي معاهدة دولية وقعتها معظم دول العالم بهدف الحد من تأثير النشاط البشري على المناخ.

ومن بين المنظمات الدولية المشاركة في هذه التظاهرة العالمية الكبرى توجد منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة ( الإيسيسكو) التي ستشارك ، ولأول مرة ، بجناح خاص في المنطقة الخضراء سيحتضن عددا مهما ومتنوعا من الأنشطة وضعتها الإيسيسكو خصيصا لهذه المناسبة سنعود إليها بالتفصيل لاحقا .

إن مشاركة الإيسيسكو في هذا المؤتمر الدولي الكبير تأتي منسجمة مع تطلعات هذه المنظمة العتيدة ، ومترجمة لمكانتها المتميزة بين المنظمات الدولية المماثلة بالنظر إلى أنه تنضوي تحت لوائها 54 دولة من العالم الإسلامي تواجه مشاكل عويصة بسبب تلوث المناخ وندرة المياه وتوالي مواسم الجفاف واتساع رقعة التصحر، وتعاني كثيرا من آثار التغيرات المناخية . لذلك أولت الإيسيسكو في استراتيجياتها وخطط عملها أولوية قصوى لموضوع المحافظة على البيئة والتخفيف من وطأة التحديات البيئية .

ولأجل ذلك واظبت الإيسيسكو منذ عام 2002 على تنظيم دورات المؤتمر الإسلامي لوزراء البيئة، وعقد اجتماعات المكتب التنفيذي الإسلامي للبيئة، من أجل وضع مبادئ توجيهية للعمل البيئي الإسلامي المشترك ودراسة واعتماد عدد مهم من الدراسات والتقارير ذات الصلة بهذه القضايا الشائكة .

لقد أدركت الإيسيسكو أن للتغيرات المناخية آثاراً خطيرة في جميع أنحاء العالم، و لذلك حرصت على تفعيل قرارات مؤتمر الأطراف وتنسيق الأنشطة ذات الصلة المزمع تنفيذها في الدول الأعضاء . كما عملت على تنفيذ أنشطة تهدف إلى تعميق الوعي وتعزيز ثقافة الحفاظ على الطاقة، و تشجيع استعمالات الطاقات المتجددة،والحفاظ على الموارد الطبيعية والتنوع البيولوجي ، والتربية على الاستخدام الرشيد للمياه، وبناء القدرات وتعزيز البحث العلمي وتفعيل التعاون وتقاسم المعارف بشأنها، إضافة إلى مواصلة تنفيذ استراتيجية الحد من مخاطر الكوارث الطبيعية وإدارتها في الدول الأعضاء. كما أكدت الإيسيسكو في كثير من وثائقها المرجعية ذات الصلة على أن معالجة القضايا البيئية تطرح تحديات جمة في العالم الإسلامي ، وأن الأنشطة البشرية تتسبب في أضرار بيئية جسيمة كالاستغلال المفرط للموارد الطبيعية دون الاكتراث بتجديدها، وإزالة الغابات، وتدهور التنوع البيولوجي، وتفاقم التلوث البيئي.

ومن خلال الدراسات والتقارير المنجزة من خبرائها استنتجت الإيسيسكو أن الوضع في دول العالم الإسلامي مثير للقلق ويزداد تفاقماً بسبب استمرار تدهور البيئة واستنزاف الموارد الطبيعية، مما يشكل خطرًا متزايداً على العالم الإسلامي وتهديداً حقيقياً لما تصبو إليه الدول الأعضاء من تنمية اجتماعية واقتصادية وبيئية. لذلك أدرجت الإيسيسكو قضايا الحفاظ على البيئة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة ضمن أولوياتها الاستراتيجية، بما مكنها من الانخراط الفعلي في جهود المجتمع الدولي ذات الصلة، من خلال العديد من الأنشطة النوعية والمتخصصة التي نفذتها .

لقد واصلت الإيسيسكو تنظيم دورات المؤتمر الإسلامي لوزراء البيئة، واجتماعات المكتب التنفيذي الإسلامي للبيئة، اللذين يحددان المبادئ التوجيهية للعمل البيئي الإسلامي المشترك، واعتماد الوثائق المرجعية ذات الصلة. وقد عقدت الإيسيسكو ثماني دورات لمؤتمرات وزراء البيئة في العالم الإسلامي ، كان أولها في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية شهر مايو 2002 ، واستضافت الإيسيسكو الدورة الثامنة من هذا المؤتمر في مقرها بالرباط خلال شهر أكتوبر من عام 2019 ، حيث تم اعتماد عدد من الدراسات والقرارات والتقارير الداعية إلى العناية بقضايا البيئة والمساهمة في الجهود الدولية من أجل مواجهة مخاطر التغير المناخي . ومن تلك التقارير نذكر “تقرير الإيسيسكو حول الخطة التنفيذية للحد من مخاطر الكوارث الطبيعية وإدارتها في الدول الأعضاء”، ودعوة الدول الأعضاء إلى تفعيل الإجراءات والتدابير للحد من مخاطر الكوارث الطبيعية، والتعاون مع المؤسسات الدولية والإقليمية ذات الصلة.

وبعد تعيين الدكتور سالم بن محمد المالك مديرا عاما للإيسيسكو عام 2019 ،وفي إطار الرؤية المبتكرة للإيسيسكو وهيكلتها الجديدة ، تم إنشاء مديرية للعلوم والتكنولوجيا والابتكار، من بين مهامها الرئيسة تشجيع الإدارة المستدامة للموارد الطبيعية والإدارة البيئية، وتعزيز المرونة والتأهب للكوارث الطبيعية وآثار تغير المناخ. وتُشرك المديرية أطراف وطنية ودولية من الأوساط الأكاديمية والمؤسسات العلمية والحكومات، والمنظمات الدولية وهيئات صنع القرار والمجتمع المدني، لمواجهة هذه التحديات وتعزيز التضامن بين الأطراف المعنية، عبر تطوير شبكات متينة للمشاركة والتعاون والتفاعل، لأجل تبادل الخبرات والتقنيات والأدوات.

في افتتاح المؤتمر الإسلامي الثامن لوزراء البيئة في مقر الإيسيسكو بمدينة الرباط يوم 2 أكتوبر 2019 قال في كلمة بالمناسبة " أرضنا المثخنة بجراحها تشكو وتئن . حق لها على حاضرها أن تبكي وإلى ماضيها أن تهفو وتحن . كوكبنا الأزرق ليس بخير ، إنه يتعرض لتدمير شامل هائل لنظامه البيئي . " وأضاف محذرا " إن أعداد النازحين بسبب الجفاف والكوارث الطبيعية فاقت هدد اللاجئين من الحروب والصراعات العرقية ، وإذا استمر هذا الوضع فان حوالي 700 مليوم نسمة غالبيتهم من دول العالم الإسلامي سيضطرون إلى هجرة مناطقهم في عام 2030"

انطلاقا من هذه الرؤية ، فقد حرص الدكتور سالم بن محمد المالك أن لا تكون مشاركة الإيسيسكو في مؤتمر تغير المناخ في شرم الشيخ مشاركة عادية تقتصر على حضوره حفل الافتتاح ، ولذلك قرر أن تكون مشاركة الأيسيسكو وازنة ومتميزة من منظور تفاعلي وابتكاري يسعى إلى المشاركة المفيدة ، وتأكيد الإشعاع الدولي للإيسيسكو. وتجسد ذلك في إقامة جناح يحتضن خلال الفترة من 7 إلى 17 نونبر 2022 مجموعة من الأنشطة المتنوعة تتوزع بين أنشطة مستمرة طوال فترة المؤتمر . ويتضمن برنامج جناح الإيسيسكو تنفيذ أكثر من 50 نشاطا في عدد من الأيام هي : يوم الموارد المالية ، ويوم العلوم ، ويوم الشباب أجيال المستقبل ، ويوم الحد من انبعثات الكربون ، ويوم التكيف مع تغير المناخ والزراعة ، ويوم المساواة بين الجنسين ، ويوم الماء ، ويوم العمل من أجل تمكين المناخ والمجتمع المدني ، ويوم الطاقة ، ويوم التنوع البيولوجي ، ويوم المحيطات والمناطق الساحلية ، ويوم الحلول .

و حسب بلاغ للإيسيسكو سيتم "تنظيم مجموعة من الأحداث الموازية، حيث ستشهد المنطقة الزرقاء يوم الجمعة (11 نوفمبر 2022) توقيع مذكرة تفاهم بين منظمة الإيسيسكو ووزارة السياحة والآثار المصرية ومنظمة اليونسكو وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومركز تحديث الصناعة في جمهورية مصر العربية، لدعم مشروع التحول الأخضر واستخدام الطاقة الشمسية في المواقع التراثية والمتاحف. وفي اليوم نفسه ستطلق الإيسيسكو، بالشراكة مع وزارة السياحة والآثار المصرية، مبادرة إنشاء صندوق حماية المواقع التراثية والمتاحف في مصر والعالم الإسلامي من أضرار التغيرات المناخية."

كل ذلك يبرهن بحق على أن الإيسيسكو تشارك في قمة شرم الشيخ COP27 مشاركة متميزة ، تليق بمكانتها الرائدة بين المنظمات الدولية ، ويستحق كل من كان وراء تخطيطها وتنفيذها الثناء والتنويه .

----------------

المحجوب بنسعيد / الرباط