الحمد لمستحقه و الصلاة و السلام على أفضل خلقه..
بمناسبة شهر الاستقلال و الانعتاق و التّطلع إلى الحفاظ على قيم الجمهورية من توطيد للوحدة الوحدة و تعزيز للحمة الاجتماعية، نستعرض للتذكير هنا أهم ما تحقق بعد ثلاث سنوات من حكم الرئيس محمد ول الشيخ الغزواني، استئناسا فقط تاركين لأهل الاختصاص مجلاتهم لحسن التعبير و القدرة على إيصال الخطاب بالمعلومات و الإحصائيات الدقيقة،
كلما في الأمر أننا قد نكون أكثر ارتياحا و وضوحا إذا كنا تحصلنا على الحالة المرجعية التي وصل إليها بلدنا عند انتهاء حقبة من حكم ما، لنعرف ما تحقق بعد ذلك و نتقاسمه جميعا بقدر من الموضوعية و بحسابات دقيقة تساعد الرأي العام في متابعة و تقييم الأمور.
من هنا نقول إن الديمقراطية قد تعززت بالفعل، بالعمل على إيجاد مناخ هادئ ساعد في مشاركة الجميع كما ساعد في معرفة خلفيات الجميع و مدى ارتباطهم ببلدهم و المحافظة على وحدته واستقراره و لعلّ الحوار السياسي الأخير، أكبر مساعد على ذلك.
و بعده ياتي دور الاقتصاد الذي ليس بالأخير حيث اكتملت آليات انتعاشه من الناحية المؤسسية من قوانين و استحداث مؤسسات، و تجسد ذلك رغم الأزمات الاقتصادية الدولية المعاشة حتي الآن في نمو اقتصادي وطني راوح 3,5% بعد أن كان -2% قبل ذلك و بمحفظة تمويلات خارجية تجاوزت 2 مليار دولار (حدود 800 مليار اوقية تقريبا) .
انتعش الاقتصاد الوطني بالتزامن مع اعظم و اكبر قرارات عرفها البلد متمثلة في رفع سن التقاعد و مضاعفة أجور المتقاعدين و الأهم من ذلك تأمين آلاف المواطنين و مساعدتهم نقدا و غذائيا بصفة مستمرة و إهدائهم مرفقا عموميا خاصا بتآزر المواطنين من الطبقات الهشة حتى يتجسد الانتماء إلى هذا البلد من لدن الجميع دون تمييز.
لقد تعززت الخطط الاقتصادية و نالت اللاّ مركزية حظها حيث اكتملت الاستراتجيات الجهوية للتنمية و نظمت أول طاولة مستديرة مع الشركاء الماليين و الفنيين لأكبر ولايات الوطن، مُدشنين بذلك تعزيز اللاّ مركزية في هذا المجال. إنها خطة تنمية الحوظ الشرقي بغلاف مالي تجاوز ال 40 مليار أوقية بحضور و إشراف الوزير الأول في نفس هذا الشهر من العام الماضي و على ذكر هذه الولاية التي تحظي بزيارة أكبر موظف عمومي هذه الايام (الأمين العام لرئاسة الجمهورية) الذي نتمني له التوفيق في زيارته مع العلم أن هذه الجهة هي أول من حظي بلفتة تنموية حقيقية و عصرية و رسمية منذ استقلال البلد.
فقد خصصت للحوض الشرقي خلية خاصة بتنسيق مشاريعها التنموية التي زادت على 28 مشروعا وعبّر ساكنتها عن مدى تعلقهم ببرنامج رئيس الجمهورية حيث انتخبته بازيد من 80% من الاصوات المعبر عنها في الانتخابات الرئاسية.
إلى ذلك تزامنت هذه "التدوينة" مع افتتاح الموسم السياسي لأكبر حزب في البلد (حزب الانصاف) وأملنا أن يوفق في لم الشّمل و العمل على الحدّ من تشرذم الساحة السياسية و الحرص على العمل على التكوين و التأطير و كذلك التنسيق المُحكم مع أداء الحكومة و إيصاله في الوقت المناسب إلى كل المواطنين كل حسب اهتماماته.
وأخيرا أأكد أننا على موعد مع الازدهار و الرخاء بتنوع مصادرنا معززا بميزانية سيكشف عنها لاحقا حيث سيعرف المواطن الموريتاني أين ما كان أنه محط اهتمام رئيس الجمهورية و حكومته، وما عليه سوى العمل و نبذ الاتكالية و صرف اهتمامه عن ما يضيع وقته الثمين، وعليه أن يدرك جيدا بأنه هو الغاية و الوسيلة لذلك.
والله ولي التوفيق.