انتهت مهمة عدد من سفراء المملكة في مجموعة من العواصم عبر العالم الأسبوع الماضي، ما يفتح الباب أمام التعيين الرسمي لسفراء جدد، خاصة بعد مضي أشهر على المجلس الوزراء الذي انعقد برئاسة الملك محمد السادس، وتداول في شأن لائحة السفراء الذين سيتم تعيينهم، دون إعلان أسمائهم بشكل رسمي.
وأصبحت عدد من السفارات المغربية هذا الأسبوع بدون سفراء بعد أن انتهت مهمة سفراء الرباط في العديد من عواصم العالم، كما هو الحال بالنسبة للسفير المغربي في الأردن لحسن عبد الخالق، بالإضافة إلى سفير الرباط في الجارة الشرقية الجزائر، عبد الله بلقزيز، الذي التقى قبل أيام عبد الله بنصالح، رئيس مجلس الأمة الجزائري، من أجل توديعه بعد انتهاء مهامه كسفير للمملكة.
وإلى جانب الأردن والجزائر، انتهت المهام الانتدابية لسفير المغرب في البرازيل، العربي موخاريق، الذي تم توشيحه قبل مغادرته البلاد بوسام "صليب الجنوب"، برتبة الصليب الأعظم، والذي يعد من أرفع الأوسمة البرازيلية التي يمكن أن يوشح به مواطنون أجانب، في حين ترأس الحفل الرسمي للتوشيح، الثلاثاء الماضي بمقر وزارة الخارجية البرازيلية، نائب السكرتير العام للشؤون السياسية وإفريقيا والشرق الأوسط، فرناندو جوزي ماروني دي أبريو.
سمير الظهر، سفير الرباط في العاصمة البلجيكية بروكسيل، بصم هو الآخر على نهاية مهامه كممثل للمغرب في بلجيكا، بعدما تم توشيحه هو الآخر بوسام "الصليب الأكبر للتاج البلجيكي"، الذي يعد أرفع وسام يمنحه باسم عاهل البلاد؛ في حين أعلن رسميا انتهاء ولاية السفير المغربي في تونس محمد فرج الدكالي، الذي تم استقباله من طرف وزير الخارجية التونسي، خميس الجهيناوي، في غضون هذا الأسبوع.
وفي سياق آخر، جاءت مصادقة المجلس الوزاري على لائحة السفراء التي لم يعلن عنها، في سياق تعرف فيه الدبلوماسية المغربية حالة من التأهب، خاصة بعد الأزمة التي اشتعلت بين المغرب والاتحاد الأوروبي عقب حكم المحكمة الأوروبية بإلغاء الاتفاق الفلاحي بين المغرب والاتحاد في الأقاليم الجنوبية للمملكة، بالإضافة إلى الأزمة مع الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، حول الصحراء.
وتحضر أيضا على المستوى الدبلوماسي مسألة عودة المغرب إلى منظمة الاتحاد الإفريقي بعد أكثر من 32 سنة من مغادرتها، ما يجعل الرباط في حاجة إلى سفراء لها في مختلف العواصم الإفريقية، خاصة مع النشاط الذي تقوم به قيادات جبهة البوليساريو في القارة.
وكانت مصادر دبلوماسية كشفت في وقت سابق أن التأخر في إعلان لائحة السفراء راجع إلى أن "هناك تغييرات في العديد من الأسماء والمواقع لأزيد من ستين سفيرا ينوي المغرب اعتمادهم في العديد من الدول"، مؤكدة أن هذه التغيرات تشمل، بالخصوص، الدول الإفريقية.
وأوضحت المصادر ذاتها لهسبريس أن هذه التغييرات في العديد من العواصم الإفريقية مردها إلى الإستراتيجية الجديدة التي سيتعامل من خلالها المغرب مع القارة السمراء؛ بعدما أكد الملك محمد السادس، في رسالته إلى القمة 27 للاتحاد الإفريقي التي انعقدت بالعاصمة الرواندية كيغالي، أن "المغرب يتجه، بكل عزم ووضوح، نحو العودة إلى كنف عائلته المؤسسية، ومواصلة تحمل مسؤولياته، بحماس أكبر وبكل الاقتناع".
هسبريس