لمحة عن ولاية لعصابة.. | صحيفة السفير

لمحة عن ولاية لعصابة..

اثنين, 27/03/2023 - 21:33

تقع مدينة كِيفَهْ بولاية العْصَابَة بالجمهورية الإسلامية الموريتانية على بعد حوالي 600 كم إلى الجنوب الشرقي من العاصمة نواكشوط، ومدينة كِيفَهْ هي عاصمة ولاية العصابة.

 وتتميَّز ولاية العصابة بمناظرها الجميلة حيث تتعانق كثبانها الرملية ذات الألوان الذهبية مع أوديتها الخضراء وجبالها الشامخة.

وتوجد بالولاية عدة بحيرات سطحية من أشهرها: بحيرة مدينة كَنْكُوصَهْ، وبحيرة بلدية البْحَيْر.

بحيرة بلدية البحير

بحيرة كنكوصه

وقد عُرفت ولاية العصابة بتاريخها الثقافي العريق المتمثل في محاظرها (المدارس التقليدية الأصيلة)، حيث اشتهرت الولاية بمئات المحاظر التي يعود تأسيس بعضها إلى قرون خلت، والتي يَؤُمُّها طلاب العلم من داخل موريتانيا وخارجها؛ لينهلوا من معينها الصافي، فيتعلَّموا فيها القرآن وعلومه والفقه والأصول واللغة العربية وغيرها من العلوم الشرعية، وقد تخرج من هذه المحاظر مئات العلماء.

جامع محمد بن عبد الله بن زيد بحي سَكَطار بمدينة كيفه

ومن مشاهير العلماء الذين تخرجوا من محاظر هذه الولاية: العلامة محمد الأمين بن محمد المختار الشنقيطي صاحب كتاب أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، المولود في قرية تَنْبَه قرب مدينة كِيفَهْ، فهو أحد أبناء هذه الولاية.

وقد ذَكَرَ في كتابه: رحلة الحج أنَّ مدينةَ كِيفَهْ هي أول مكان وصله بعد خروجه من عند أهله، حيث قال: "وكان يوم الخروج لهذه القاعدة الكبيرة لسبع مضين من جمادى الآخرة، من سنة سبع وستين وثلاثمائة وألف، أَمَّنَنَا اللَّه مما نخشاه من الأمام والخلف، فخرجنا من بيوتنا يصحبنا بعض تلامذتنا إلى قرية اسمها "كيفة"، فوصلناها في مدة خفيفة، ونحن تَحْدِي بنا الجمال، في الأودية والرمال...".

وكما تزخر مدينة كِيفَه بمحاظرها العريقة فهي أيضا تزخر بمساجدها التي قلَّما يوجد جامع من جوامعها إلَّا وبجانبه محظرة لتعليم العلوم الشرعية.

ويُعدُّ جامع محمد بن عبد الله بن زيد من أكبر الجوامع بمدينة كِيفَه علماً بأنَّه يضم إلى جانبه محظرة لتعليم العلوم الشرعية.

ويقوم إمام الجامع وكذلك مؤذنه بجهود طيبة مباركة تتمثَّل في الأمور التالية: إلقاء الدروس في الجامع، والإشراف على حلقات التحفيظ في المحظرة، وتفطير الصائمين وغير ذلك من أوجه الخير.

فالله أسأل أنْ يجزيهم بأحسن الجزاء وأنْ يجعل ذلك في موازين حسناتهم أنَّه ولي ذلك والقادر عليه.

_____________
 

بقلم د. زين العابدين الشيخ الزوين