لقد استطاع السيد محمد ولد بمب ولد مكت بقيادته لللوائح النيابية الوطنية عن حزب الإنصاف إحراز 20 نائبا برلمانيا لصالح هذا الحزب،و ذلك فى الشوط الأول،و لكن البعض يتعمد إشاعة إضافة النصر الذى حققه حزب الأنصاف على مستوى العاصمة لولد انجاي وحده ،متجاهلا جهود الوزراء الآخرين و مختلف الأطر و الشباب و النساء،الذين ناصروا هذا الحزب،لتطالعنا الآلة الإعلامية المروجة لمخطار ولد انجاي،بأنه عين مديرا لديوان الرئيس،ليتبين أن ما يروج فى الإعلام من مبالغات متعمد،لتهيئته لمناصب عليا،دون أن يكون مستحقا لذلك،و الحقيقة ان ولد اجاي مهما تأكد له من جهد فى هذه الحملة،فهو متهم على نطاق واسع أيام العشرية باستغلال النفوذ و حيازة مقدرات مالية كبيرة ،تحتاج لتدقيق و تمحيص جاد لا يحابى أبدا ،و تعيينه مجددا فى مواقع النفوذ لن يلقى الترحيب عند أنصار محاربة الفساد الحقيقيين.
و من وجه آخر ،ربما تصور البعض أن صعود لوائح حزب الإنصاف فى البلديات التسع فى نواكشوط ،أنه فحسب نتيجة للتزوير،و لعلهم نسوا تأثير احتساب عامل النسبية ،الذى لا يشترط تحقيق خمسين بالمائة فما فوق لتحقيق النجاح،و أما حدوث أخطاء فى العملية الانتخابية ،فقد لا يعنى ذلك غلبة التزوير و الانحياز،و لقد حقق كثيرون من خارج عباءة حزب الإنصاف نتائج معتبرة،فهل تشترط هزيمة ترشيحات حزب الأنصاف تماما،للشهادة بصدقية العملية الانتخابية فى بلادنا؟!.
و من جهة ثانية ،تفند دعاوى بيرام،نتائج غير ضعيفة تحصل عليها حتى الآن،أما "بونيس" الذى كان يقدمه له نظام العشرية ،فربما كشف منعه ،ظهور ناخبيه على مقدارهم الطبيعي.
و يبقى الادعاء عموما بتزوير الانتخابات بحاجة لأدلة ملموسة،دون أن يعني ذلك عدم حدوث خروقات،و أما عمليات اكتتاب ناخبين فى غير مواقعهم الأصلية،فرغم عدم شفافيتها و ضرورة مراجعتها،إلا أن حرية الناخب أصلا فى موقع تسجيله و اقتراعه قد يعقد النقاش فى هذا المعنى ،المثير للجدل،لدى البعض.
و مهما قيل عن نواقص هذه التجربة الانتخابية ،فسيكرس برلمانها،نقاشا ديمقراطيا متنوعا مع دخول نفس الأصوات المعارضة و أكثر،و التى حرصت دوما على التعبير الحر،كما سيتيح تسيير مجالس جهوية و بلديات من قبل جهات غير مرتبطة تماما بالنظام القائم ،فرصة التنوع فى التسيير .
و هذا هو مبدأ الديمقراطية،تعايش مختلف الآراء و مختلف نماذج أساليب التسيير.
و اما حصول حزب الإنصاف و من والاه على الاغلبية،فسيكرس المزيد من قوة النظام القائم ،بقيادة الرئيس غزوانى،و بالتالى،بإذن الله،المزيد من ترسيخ الاستقرار و المزيد من فرص التنمية.