منذ أقل سبعين سنة كان هذا المكان هو الوسيلة المتاحة والافضل لغسل الملابس في إسبانيا لغالبية الطبقة الوسطي والفقيرة كانت البلدية تشرف على تنظيم هذا LAVADERO وخلال فترة وجيزة تحول المكان إلي جزء من التاريخ بعد الطفرة لتي شهدتها إسبانيا الحديثة.
والحقيقة أني كثيرا ماوقفت أتمعن في ما أحدثته Transición española من انعكسات إقتصادية وإجتماعية وفي نمط تفكير الأفراد.
لقد خرجت إسبانيا من حرب أهلية طاحنة لتدخل في جلباب الدكتاتور فرانكو لكن في لحظة تفكير مشترك بعد وفاة الجنرال فرنكو تولدت تلك الفكرة الذهبية Transición española
لقد قرر الإسبان مسح الطاولة وتضميد الجراح وعدم الإلتفات إلي الوارء من بناء الحاضر والمستقبل.
لقد عكفو على صناعة الجانب الإيجابي من التاريخ وركزو على تدعيم العدالة والحرية والديمقراطية إبتداء من اليوم دون السماح للأمس وجراحه أن يكدر صفو اليوم ..
وقد تستغربون حين أقول لكم أن ثمة الآلاف من الإسبان يجهلون لحد الساعه أماكن جثمان ذويهم الاجداد والأباء الذين قتلو في الحرب الأهلية وفي مابعد في حقبة فرانكو
لكنهم ورغم جهود الذاكرة والمصالحة قررو النظر إلي إسبانيا اليوم والتحول نحو مساءلة الحاضر وتصحيحه بدل البقاء رهن جراح الماضي وويلاته .....
فهل يمكن أن نحاكي في موريتانيا بعض ملامح تجربة Transición española.
محمد الأمين خطاري