رئيس وزراء بريطانيا خلال الحرب العالمية الثانية، ونستون تشرشل هو صاحب المقولة الشهيرة: "النجاح هو الانتقال من فشل إلى فشل، دون أن نفقد الأمل".
من غير الوارد أبدا أن نتقبل بأن السلطة فشلت في جر عربة المنتدى والتكتل إلى قصر المؤتمرات، وأن علينا التسليم بان الحوار لا يمكن أن ينتظر، وعليه أن ينطلق بمن سجلوا أسماءهم في القائمة.
هذه المسلمة غير واردة البتة، لسبب بسيط، وهو أن السلطة في أي بلد كان قد تفشل في أمر ما، تلك هي طبيعة العمل البشري، لكن الشيء الذي ليس طبيعيا، هو أن تعترف السلطة بفشلها، لأن ذلك يعني بالمختصر المفيد تخليها عن مهامها.
على العكس تماما، الذي يجب أن يحصل هو أن يتحول كل فشل إلى نقطة بداية جديدة لمحاولة أخرى من أجل الوصول إلى الهدف، وهكذا دواليك حتى تتم حلحلة الوضع مهما كانت درجة صعوبته، تلك هي ذروة سنام واجبات السلطة.
على سبيل المثال، السلطة لا يمكن أن تخرج علينا وتقول إنها فشلت في مكافحة الفقر أو النهوض بالتعليم او الصحة أو غيرها من المهام الحيوية في الدولة، قد تتعثر السلطة نعم، لكن عليها أن تقف بسرعة على أقدامها وتعيد المحاولة، فكل يوم في حياة السلطة هو محاولة جديدة.
وكما أن السلطة مطالبة بحصيلة اقتصادية واجتماعية وثقافية ودبلوماسية...فهي مطالبة كذلك بحصيلة سياسية، وأن تسعى إلى تلك الحصيلة وتصر عليها مهما كانت الصعوبات ومهما تعددت العقبات.
باختصار، السلطة هي المسؤول الأول والأخير عن نجاح الحوار، وهي مطالبة بجر كل العربات، حتى تلك التي تبدو لا دواليب لها، إلى طاولة الحوار، مهما كان الثمن ومهما تطلب الأمر من جهد وتنازلات.
فلا شيء يضاهي طعم الانتصار.
العجوز تشرشل هو صاحب مقولة أخرى لا تقل حكمة عن سابقتها: "يرى المتشائم الصعوبة في كل فرصة، أما المتفائل فيرى الفرصة في كل صعوبة".
البشير عبد الرزاق