لا أكتب في الإعلام لكن مسؤوليتي تقتضي أن أشهد.. لقد أعطى فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني عناية خاصة لمفردات الهوية الجامعة، بما في ذلك الثقافة والتراث، وذلك منذ الوهلة الأولى لاعلانه الترشح سنة 2019.
نتذكر جميعا كيف أنه في ذلك اليوم المشهود وفي الحملة الرئاسية ركز بشكل صريح على حماية الموروث الثقافي للأمة وكيف أنه التزم بتطوير أدوات تلك الحماية ونتذكر كذلك كيف التزم بصون لحمة جميع مكونات الشعب وعدم ترك أي مواطن على قارعة الطريق؛ إن هذه وتلك منطلقات ونتائج ستحدد مستوى رفاهية المواطن في المستقبل المنظور عندما يتوفر على سكن لائق وضمان اجتماعي ودخل يؤمنه وعمل ثقافي يجد ذاته فيه مهما كانت خلفيته.
خطابان أيضا لفخامة رئيس الجمهورية تاريخيان، وادان وجول ، حددا بشكل رصين ورزين كيف أن الخيار الذي أمامنا هو تمجيد وحماية الهوية الجامعة والتخلي عن كل ما يشوب ذلك. ويأتي خطاب ولاته منذ يومين ليؤكد مرة أخرى ذلك التوجه.
لقد تمت ترجمة التعهدات الرئاسية إلى واقع ملموس :
- مراجعة النظم القانونية من أجل حماية جميع مكونات التراث والثقافة ،
- إنشاء سجل وطني للتراث يحتوي الآن على عشرات المواقع والعناصر الثقافية ،
- تكوين جميع المعنيين بحماية التراث، بما في ذلك المسؤولون المباشرون والسادة القضاة وأسلاك الدرك والشرطة والجمارك ومنظمات المجتمع المدني،
- حماية عديد المواقع الأثرية والتاريخية
- تسجيل ما يقارب عشرين موقعا وعنصرا ثقافيا موريتانيا على لوائح التراث العالمي لدى اليونيسكو والإيسيسكو،
هذه فقط بعض الإنجازات في مجال التراث والثقافة ويبقى الإنجاز الأكثر رمزية هو تسجيل نظام التعليم المحظري باسم بلادنا لدى الإيسيسكو واليونيسكو ، ليشهد العالم بأسره بأن بلاد شنقيط قدمت له محتوى علميا معتدلا ساهم طيلة قرون فى تكوين الأجيال في العالم العربي وافريقيا وأثرت مخرجاته العلمية وخريجوه في صيرورة الفكر البشري.
وهناك أمور أخرى لا تخطئها العين: سنة التشاور المسؤول مع الفاعلين السياسيين والميثاق الجمهوري وضمان الولوج إلى الهوية الشخصية وبأحدث الطرق والثورة المرتقبة في مجال المعادن والطاقة والمدرسة الجمهورية واستراتيجية الزراعة الجديدة.
وقبل كل هذا وذاك العمل بصبر وأناة وثبات.
النامي محمد كابر صاليحي