قدم المغرب رسميا اليوم طلبا للعودة للاتحاد الأفريقي، بعد غياب دام لـ32 عاما احتجاجا على اعتراف الاتحاد بعضوية جبهة البوليساريو الانفصالية.
وقالت نكوسازانا دلاميني زوما، رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي إنها تسلمت الطلب الرسمي بمقر الجمعية العامة للأمم المتحدة في مدينة نيويورك الأمريكية.
وذكر الاتحاد الإفريقي، في بيان أصدره اليوم، أن "المملكة المغربية طلبت رسميا العودة إلى الاتحاد الإفريقي"، مشيرا إلى أن مستشار الملك محمد السادس للشؤون الخارجية "الطيب الفاسي الفهري"، قام بتسليم رئيسة مفوضية الاتحاد الإفريقي "دلاميني زوما"؛ خطابا رسميا لعودة بلاده إلى الاتحاد، في لقاء بمدينة نيويورك الأمريكية، على هامش اجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ71.
وبالتوازي مع ذلك، لفت بيان الاتحاد، إلى أن دبلوماسيا مغربيا (لم يذكر اسمه)، سلّم نسخة من الرسالة اليوم ذاتها، في مقر الاتحاد الإفريقي "كإجراء برتوكولي" لدى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
من جهته كشف مصدر دبلوماسي إفريقي مطلع؛ لوكالة الأناضول التركية؛ أن رئيسة مفوضية الاتحاد الإفريقي، أبلغت مستشار العاهل المغربي، بأن طلب المملكة للعودة إلى الاتحاد الأفريقي سيتم تعميمه على الدول الأعضاء في الاتحاد؛ وسيوضع في أجندة القمة الأفريقية القادمة التي ستستضيفها أديس أبابا في يناير 2017.
وكان الملك محمد السادس، قد وجه رسالة إلى إدريس ديبي إتنو، القائم حاليا بأعمال رئاسة الاتحاد الأفريقي، خلال انعقاد القمة الـ27 للاتحاد بالعاصمة الرواندية كيغالي في يوليوز الماضي، أعرب فيها لأول مرة عن نية المملكة للعودة إلى المنظمة الإفريقية.
ويعتبر المغرب المستثمر الإفريقي الثاني في القارة السمراء في مجال البنوك والاتصالات والتأمينات والبناء، كما أنه أصبح مرجعا دينيا بتأهيله للأئمة المسلمين الأفارقة، وهو كذلك مفتاح الأمن لمنطقة الساحل الأفريقي الغربي نظرا لعلاقات المملكة الجيدة مع الدول الأوروبية في مجال مكافحة الإرهاب.
ويقول المراقبون إن نية المغرب في العودة للاتحاد القاري يعبر عن إدراكه لعدم فعالية "سياسة المقعد الفارغ"، وأن هذه العودة ستكون أكثر فائدة لمصالحه في مختلف الأصعدة.