السيدة المفوضة
السادة الوزراء
أصحاب السعادة السفراء
السادة والسيدات الحضور
اسمحوا لي أن أرحب بضيوفنا الكرام متمنيا لهم مقاما سعيدا بين ظهرانينا وعودة ميمونة إلى أوطانهم.
كما يشرفني أن أحضر معكم اليوم بمناسبة توقيع الإعلان المشترك المؤسس لشراكة استراتيجية بين بلادنا والاتحاد الأوروبي.
يأتي توقيع هذا الاعلان المشترك بعد مسلسل من المشاورات واللقاءات الناجحة، كان على رأسها اللقاء الذي خص به فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني رئيسة المفوضية الأوروبية السيدة: أورسولا فون دير لاين، ورئيس الحكومة الإسبانية السيد بيدرو سانشيز، خلال الزيارة التي قاما بها لبلادنا، رفقة وفد رفيع المستوى، يوم 8 فبراير من السنة الجارية، تلك الزيارة التي تعكس تقدير الشركاء الكبير لقيادة البلد واهتمامهم بها كشريك استراتيجي فعال وذي مصداقية.
كانت بلادنا هي صاحبة المبادرة في طلب القيام بهذه المفاوضات، وذلك بعد ملاحظة السلطات العمومية لغياب إطار عام ينظم ويسير علاقات التعاون والشراكة بين بلادنا والاتحاد الأوروبي، رغم أن هذه الشراكة استراتيجية ومتنوعة ومتشعبة إذ تمس كافة الميادين والقطاعات الحيوية (التنمية، الصيد، الأمن، الدفاع، الطاقة النظيفة، البنى التحتية...) وتراعي المصالح المشتركة لجميع الأطراف وتصون سيادتهما، كما تسمح بمواجهة التحديات المشتركة على أساس مسؤولية مشتركة.
السادة والسيدات الحضور الكريم
اسمحوا لي أن أهنئ اخوتي وأخواتي مواطني بلادنا موريتانيا المستفيد الأول من توقيع هذا الإعلان المشترك الذي، وبالرغم من كونه اعلان سياسي فقط وليست لديه صبغة قانونية ملزمة، إلا أنه سيكون له أثر كبير نتيجة لعدة أمور، أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
- خلق إطار مرجعي ودائم للحوار والتشاور بين بلادنا والاتحاد الأوروبي، كما سينشئ آلية تسمح بمواصلة هذا الحوار والتشاور ،
- العمل على تنظيم وتسهيل حركة وتنقل وسفر مواطنينا نحو بلدان أوروبا واعطائهم مزايا ومعاملة خاصة في هذا الإطار، وكذا دعم شركائنا الأروبيين لبلادنا في مجالات حيوية كالتنمية المحلية، الأمن، ملف اللاجئين والتكفل بهم، الطاقة النظيفة... الخ،
- دعم ومساعدة بلادنا من أجل التصدي للهجرة غير الشرعية ومكافحتها، وذلك عن طريق دعم قدراتنا للسيطرة على حدودنا وحسن تسييرها.
السادة والسيدات الحضور الكريم
لا يسعني قبل أن أختم كلمتي هذه إلا أن أؤكد أن بلادنا موريتانيا لن تكون وطنا بديلا للمهاجرين غير الشرعيين الأجانب، ولن تستقبلهم، ولن تأويهم ولن توطنهم، كما أعتز بكون توقيع هذا الإعلان المشترك يأتي نتيجة علاقة استراتيجية وطيدة متعددة الجوانب، وليس نتيجة لصفقة ولا مقايضات تحت الطاولة، ولتأكيد الشفافية فإن الإعلان المشترك تمت قراءته ونشره.
أشكركم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته