في مطلع خطاب افتتاح معالى الوزير محمد أحمد ولد محمد لمين للأيام التشاورية هنأ جميع المسلمين بإطلالة رمضان المبارك،و دعا للجميع بعون الله على صيامه و قيامه.
و ضمن إشكالية نقاش ترخيص الأحزاب السياسية ،قيد طلب الترخيص،أشار معالى الوزير لضرورة أن تكون قيادة الأحزاب من نخبة الطبقة السياسية ،و لوح ضد تمييع المشهد السياسي،مبررا بأن تكاثر الأحزاب السياسية يعقد الإجراءات و يبدد الجهود،و مذكرا بأن الأحزاب المرخصة حاليا،20 فحسب،و الطالبة للترخيص 98.
و رغم أن الموضوع سيناقش باستفاضة ضمن هذه الأيام التشاورية،التى ستستمر مدة اربعة أيام،إلا أن تأكيد الوزير على عدم التضييق على الحريات الحزبية و السياسية و تلويحه فى المقابل ضد تمييع المشهد السياسي،كل هذا قد يعنى أن الوزراة قد تسلك طريقا وسطا،لا يتوسع فى الترخيص ،و قد يفتح المجال لعدد محدود من الاحزاب السياسية الساعية للترخيص.
و نظرا لحضور رؤساء الأحزاب المنحلة و الأحزاب و التجمعات السياسية،المطالبة بالترخيص،فإن هذا الحضور قد يفرض نقاشا معمقا لموضوع الأحزاب و قانون الأحزاب،حيث ستحظى إشكالية التشريع الحزبي بالأولوية فى هذه الأيام التشاورية.
و رغم أن موضوع التحضير التشاركي للانتخابات الرئاسية و تطوير الحكامة السياسية ،هما البندان الأبرزان ،فى هذا التشاور الجارى،إلا أن إشكالية ترخيص الأحزاب قد تكون الأوفر حظا ،بنقاش ثري و متنوع و مؤثر،بإذن الله.
و لا يستبعد أن يساهم هذا التشاور المفتتح للتو فى تعميق هدوء المناخ السياسي،و خصوصا فى أفق الانتخابات الرئاسية المرتقبة،و للتذكير فقد أفتتح هذا النشاط التشاوري بآيات من الذكر الحكيم،و حضره كل من وزير العدل و المالية و الصحة و مفوض حقوق الانسان و العلاقات مع المجتمع المدني إلى جانب وزير الداخلية و مسؤولين آخرين،من بينهم الأمين العام لوزارة الداخلية و الأمينة العامة للمجلس الدستوري و رئيس رابطة العمد ،و ولاة ،و رئيس السلطة العليا للصحافة و السمعيات البصرية ،و غيرهم ممن تصدروا الصف الأول الرسمي فى حفل الافتتاح اليوم،مساء السبت،28 شعبان 1445 هجرية،الموافق 9 مارس 2024 ميلادية.
و قبل افتتاح هذا التشاور ،كانت الفرصة متاحة مع وسائل الإعلام ،لبعض رؤساء الأحزاب السياسية ،للتعبير عن ارتياحهم لجو التهدئة السياسية،و تمنيهم أن تكون مخرجات هذه الأيام التشاورية معززة للتعددية و الديمقراطية الموريتانية،و كان من بين رؤساء هذه الأحزاب ،الذين أدلوا بمثل هذه التصريحات ،رئيس حزب الإنصاف الحاكم،و كذلك رئيسة حزب حوار و رئيس حزب الرفاه ،من أحزاب الأغلبية الداعمة لنظام الرئيس ،محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الشيخ الغزوانى.