يستخف البعض بالتقاليد، بينما يثمنها آخرون، ولدينا مثال ملهم من ألمانيا التي أسقطت موروثها على الصناعة. فلدى الألمان مثل شعبي يقول: "سوف آتيك حتى ولو كنت في تمبكتو"، ومعروف أن سكان تمبكتو هم الطوارق، لذلك قام الألمان بصناعة سيارة أطلقوا عليها اسم "أطوارق" تأكيداً لهذا المثل الشعبي واعترافاً بروح الإصرار التي يحملها. وبالمثل، لدينا في موريتانيا من التراث الكثير لنقدمه، ويمكننا إسقاط الحداثة على موروثنا لتأكيد هوية ثقافتنا.
وإسقاطاً للحداثة على الموروث، أقدم لكم تصوراً عن مدخل حدودي تعهد السيد الرئيس بتحويله إلى ميناء بري، أعني منطقة "گُوگى ازَمَّالْ"، بحيث يعكس بديكور هندسته الطابع الموريتاني التقليدي.
لقد آن الأوان للثقافة الموريتانية أن تتجلى من خلال تسويق موروثها العريق، ليسهم في تعزيز انتماء الشعب لتراثه. وفي هذا السياق، أرى أن افتتاح مهرجان المدن التاريخية هذه المرة يجب أن يتميز بلمسة تجمع بين الحداثة والأصالة.
وفيما يلي بعض الاقتراحات التي أرى أنها ستثري المهرجان:
1. افتتاح موسيقي مميز: عزف على آلة "آردين تنتاك الكمية" في حوار موسيقي يعبر عن روح المكان ومعنى الفتوة، يتضمن مراحل تعبيرية عن اسم المدينة، المهرجان، وخصوصيات المدينة.
2. تسمية المرافق العمومية بتسميات محلية: تعزيز البعد الثقافي بتسميات تتماشى مع خصوصيات اللهجات والتراث المحلي، مما يعزز هوية المناطق.
3. تشجيع الإبداع الموسيقي: مسابقة محاكاة حركة الإبل باستخدام آلات تقليدية مثل "التدنيت" و"آردين".
4. محاكاة العروض التقليدية: عروض لراكبي الإبل بأسلحتهم التقليدية لإحياء أجواء الماضي.
5. مسابقة الإعلانات التقليدية: مسابقة في "التافلويت" للإعلان عن مؤسسات وطنية بطرق مبتكرة.
6. طباعة المخطوطات: اختيار ثلاثة مخطوطات قيمة من التراث الوطني للطباعة والنشر.
7. تكريمات ولفتات إنسانية: زيارة رئيس الجمهورية لثلاثة من كبار السن وتقديم المساعدة لهم.
8. دعم الرعاة المحليين: تقديم دعم لثلاثة رعاة إبل تكريماً للتراث الرعوي.
9. مشاريع الوزارات: مبادرات تنموية من كل وزارة تخدم المجتمع المحلي.
10. تكريم المحاظر والإشادة بعلماء المدينة: تنظيم حفل خاص لتكريم المحاظر التقليدية وعلماء المدينة، تقديراً لدورهم في حفظ التراث ونقل العلوم والمعرفة للأجيال.
آمل أن تسهم هذه الاقتراحات في إنجاح المهرجان، مع إضفاء طابع جديد يجمع بين الأصالة والإبداع، ويعكس عمق التراث المحلي.
وتفضلوا بقبول فائق الاحترام والتقدير.
__________
محمد الأمين لحويج