لقد نعتت بلادنا خلال حقبة من الحقب بالبلد المسيطر الفساد ونهب المال العام فى أوردته ومفاصل نظامه الاساسية , مرت عقود من الزمن وكل من يأتى يحمل مشعل مكافحته ويجعله الواجهة الامامية لإقامة ركائز حكمه ولكن تبقى الاجراءات الردعية التى قد تعود بنتائج محمودة العواقب ضعيفة وبسيطة ولم تستطع أن تخرجه من أوكاره وموطنه الحقيقى وحتى لم تستطع أن تشكل خطرا عليه .
وظل الفساد شعارا مرفوعا وهدفا يقول به كل من تولى أمر هذا البلد , خلال لقاء وحيد جمعنى برئيسين ممن تولوا يوما قيادة الجمهورية وهم على التوالى فخامة الرئيس معاوية ولد سيد أحمد الطايع وسيد محمد ولد الشيخ عبد الله فالاول كنت ضمن مجموعة من شباب الحزب الحاكم آنذاك الحزب الجمهورى الديمقراطى الاجتماعى وكان موضوع اللقاء أهمية دور الشباب فى تنمية البلد وحمل راية البناء والمساعدة فى القضاء على داء الامية التى كانت حينها من الاولويات لدى الرئيس وتم اللقاء بداية العام 2005 أما اللقاء الثانى الذى جمعنى مع فخامة رئيس الجمهورية سيد محمد ولد الشيخ عبدالله كان بأسم المكتب الوطنى للمبادرات الداعمة له خلال الانتخابات الرئاسية 2007 ,حيث كنت عضوا من ضمن الاعضاء الخمس للمكبت المذكور سابقا, الذى خرج منها المرشح آنذاك فائزا وهو ما حدى به أن يرتب لنا هذا اللقاء لإسداد الشكر للمكتب على المجهودات الكبيرة التى بذلها خلال الحملة الرئاسية آنفة الذكر من تحسيس وإنارة للرأي العام والنتائج الايجابية التى أثمرت عنها , حيث كان ذلك حافزا حقيقا للقاء بنا وضمن ما أكد عليه بعد كلمة الشكر للمكتب هو أهمية محاربة المفسدين وأكلة المال العام ويضيف قائلا رغم أن من ضمنهم من دعمنا خلال الحملة ولكن رغم ذلك فهو يستشعر خطورة الفساد ويعتبره معوقا لا لبس عليه لأي تنمية يراد لها النجاح وأستمرارية المردودية , رغم ذلك بقي الفساد قائما وجاثما على الصدور .
جاءت الحملة الرئاسية التى تلت أتفاق دكار وذلك العام 2009 خرج أحد المترشحين فى الإنطلاقة الاولى لحملته مما أطلق عليه يومها ساحة التحدى رافعا الشعار من جديد ولكن بنغمة تظهر جدية الرجل لتصدى له فعلا وقتها ظن البعض أنها سحابة صيف ليس إلا. إنتهت الحملة وجرى الاقتراع ونجح المرشح نفسه وربما يفهم من ذلك أن الناخبين تعاطوا بصدق معه وبدأت مأموريته الاولى بين مشكك فى جديته وبين متأكد وذلك من خلال القيل والقال ومع مرور الايام حصل لدى الجميع أن أن كلام المنتصر لتوه ليس كلام الحملة كما يقال وحنها أجذ مبدأ مكافحة الفساد منعرجا خطيرا كان أولى ضحاياه اصحاب السرعة الفائقة فى نهب وأكل المال العام فيما تفاوت البقية بين الذين دخلوا على الفور الحالات المستعجلة , فمنهم من ذهب حينا إلى الانعاش فيما كانت البقية تتخللها أعطاب منها ما هو معيق إعاقة دائمة وأخرى إعاقة مؤقتة وأعطاب تراوحت بين المتوسط والخفيف ومن هنا تغير الانطباع .
ويبدوا أن الجدية لديه أعادت له الثقة العام 2014 حسب الرؤية هذه وتمت العودة من جديد إلى القصر الرمادى وخلال حفل تنصبيه رئيسا للجمهورية الاسلامية الموريتانية أكد رئيس الجمهورية المضي قدما فى مطاردة فلول المفسدين ومن يتخذ الفساد مطية وأعتبر ذلك خيارا وطنيا لارجعة فيه على الاطلاق , زج بالكثير من المتهمين بأكل المال العام فى السجون وأعاد للخزينة العامة المليارات . تمت محاكمة المتهمين وصدرت الاحكام بحقهم وخشية من أن يظن البعض أو يفهم ذلك غلطا أعطى رئيس الجمهورية تعليماته الواضحة والتى وصلت جميع مسيرى الاموال العمومية فى فترة مفصلية من تاريخ البلد غالبا ما يستغلها البعض فى النهب وسوء التسير...