حتى لا نظلم شعبنا.. | صحيفة السفير

حتى لا نظلم شعبنا..

خميس, 13/10/2016 - 23:22

ليس من الانصاف أن نظلم شعبنا ونطلب منه أو نأمل فيه المستحيل من تقليد أعمى لتجارب قوم آخرين وصلوا إليها بعد مجهودات كبيرة كان بطلها الاول والاخير هو أكتساب المعارف وبصفة متوازية خوفا من أن يفضل مثلا تخصصا معينا على حساب تخصص آخر ,بل يجب أن يعطى لكل منهم أحقيته فى الوصول إلى محبيه والذين لايروق لهم غيره وتلك سنة الله فى خلقه ودليل قاطع أنه تبارك وتعالى لم يخلق أي علم عبثا , وبذلك وحده نستطيع أن نضمن السير المضطرد لمؤسسات الجمهورية كل يقوم بوظيفته التى هي المكملة للأخرى ونكون قد وضعنا السكة على الطريق الصحيح ولا ينقصنا سوى تثبيت الركائز الاساسية والضامنة لخلق سياسية تنموية شاملة وذلك ما لن نستطيع الوصول إليه ولو كنا أغنى شعوب العالم إلا بجلوسنا جميعا وبدون أستثناء ونضع النقاط على الحروف ونحذر أشد الحذر من الوقوع فيما ننتقده جميعا وفرادا وهو عدم سماح لبعضنا التعبير عن آراء ه بحجة عدم إدراجها ضمن جدول أعمال الحوار وهنا نقول إن تحديد مثل هذا الجدول عامل يقوض فرص نجاحه ,ونكون حتما قد اثرنا بقصد أو بغير قصد المساس بحرية الآخر , ولتفادى ذلك كله نطالب المعنين والقائمين والمشاركين فى الحوار أن يضعوا نصب أعينهم أهمية هذه الفكرة ,وبالرجوع إلى بداية الحديث نقول ان أمة تسلحت بشتى أنواع المعارف اصبحت محصنة وتمتلك مناعة متينة تخول لها الاستفادة من تجارب الآخرين ونحن مرتاحى البال أن غالبية مجتمعنا وصلت مرحلة من النضج قادرة بواسطتها أخذ ما يصلح من تلك التجارب وترك وبكل أريحية ذلك السلبى على أمتنا المسلمة والمسالمة بطبعها , ذلك أن الاستنساخ من الآخر فى الغالب عموما يصحبه الفشل الخطير والذى قد يأخذ صور مختلفة قد يتمثل فى الانهيار المفاجئ للإقتصاد وما يسببه ذلك من تعطيل لاشك لعديد الخدمات قد يكون سببا فى حدوث فوضى عارمة لا يمكن التنظير للمنحى الذى قد تسلكه.

إن بلدنا كغيره من البلدان العربية والافريقية أشد ما يحتاجه هو إرساء دعائم متينة للنهوض بإقتصاده يأخذ أولوية القضاء على الجهل الذى أشرنا إليه سابقا مع العمل الجاد على مكافحة الفقر الذى معه لن نستطيع التوصل بأي شكل من الاشكال الى ما نصبوا إليه مهما بذلت من مجهودات فستظل كعادتها لا تراوح أمكنتها , كما أن المحافظة على جو السكينة والهدوء والوقار لله الحمد تعتبر مسألة مقدسة لدينا جميعا وتعتبر من الخطوط الحمراء نطالب رئيس الجمهورية بوصفه الراعى الاول للحمى أن يضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه أن يعرض أمننا وأستقرارنا للخطر.

إن العمل على أكتساب المعارف ومكافحة الجهل والفقر ومع توفر الامن والاستقرار كل ذلك يجب أن يصاحبه حوار وطنى شامل وهو ما نعيش فصوله هذه الايام فهو بمثابة السانحة الحقيقة والمفيدة لنا جميعا أن نجلس ونتحاور بكل صراحة ومكاشفة لكل القضايا ولكل منا الحق فى وضع تصوره ورأيته لمستقبل البلد , ذلك أن تحديد جدول معين والذى كان هو ديدن الشق الاول من الحوار يعتبر نظرة دونية وأنانية وضيقة إلى حد كبيرنطلب من المتمسكين والداعين لها أن يراجعوا الأمر مع هذا التمديد و فتح باب النقاش على مصراعيه ليعبر الجميع ويرتاح ذلك أن التعبيرعن ما يدور فى النفس يعتبر لدى الكثير بمثابة الوصول إلى الهدف ذاته.

وهنا يجب التأكيد على الدور الكبير الذى ينبغى أن تلعبه النخب الوطنية فى الحوار والعمل على إصلاح ذات البين وأن تبتعد كليا عن تلك المقالات والتدوينات ذات التوجه التحريضى الصريح بنشرها على نطاق واسع وكبير فى مواقع التواصل الاجتماعى التى أصبحت تلعب دورا لايستهان به على كافة الأصعدة إيجابا وسلبا حسب المستخدم لها وهو ما يجعلنا مرغمين على مواكبة هذه المواقع قدر المستطاع والعمل على نشر وجهة نظرنا سعيا منا فى تعزيزتلاحم وحدة شعبنا وتوجيهه ولفت أنتباهه إلى الخطورة البالغة وخاصة مع مرور الوقت لتلك التدوينات والمقالات والتى قد يرى فيها البعض الدعوة الصريحة للعصيان المدنى والذى لايمكن أن يجحده أي كائن كان.

وإيمانا منا ان زيادة مدة الحوار تعتبر من الأهمية بمكان وفرصة أخرى لنحذوا حذو إخواننا بجمهورية السودان الشقيقة الذين أستطاعوا وبكل شجاعة وحكمة أن يجلسوا حميعا على أختلاف مشاربهم وتوجهاتهم ليخرجوا وطنهم من دوامة الجذب والشد بين النظام ومعارضيه , والخطاب هنا موجه فى الاساس إلى جميع أعضاء المنتدى وإلى حزب التكتل المعارض.

 

سيد أحمد الملقب المليك ولد عبدى ولد الجيد