أجرت رواندا أول تجربة لنقل أكياس الدم إلى العيادات الطبية في المناطق النائية عبر طائرات دون طيار. ويتوقع مؤسسو هذا المشروع أن تشكل هذه التجربة ثورة في ميدان الخدمات الطبية في افريقيا، حيث تعتبر معدلات وفيات الأمهات فيها من بين الأعلى في العالم.
وتستخدم رواندا 650 ألف وحدة دم سنويا ويذهب نصفها إلى الأمهات اللواتي يتعرضن لنزيف بعد الولادة فيما يذهب الثلث للأطفال دون سن الخامسة الذين يعانون من الأنيميا بسبب الملاريا.
وكانت الخدمة تستخدم طائرات بدون طيار بأجنحة ثابتة تتوجه إلى المكان المطلوب لتنزل الشحنة آليا.
وتنزل الطائرات بدون طيار المشغلة في إطار خدمة التوصيل شحنات صغيرة مربوطة في مظلات، دون الحاجة إلى الهبوط عند نقطة التسليم قبل أن تبدأ رحلة العودة.
ومن شأن الخدمة الجديدة أن تقلص الوقت المستغرق في التوصيل وزيادة سرعة الخدمة مقارنة بسرعة التوصيل برا.
وتستعين زيبلاين، الشركة الأمريكية المشغلة للخدمة، بمهندسين سابقين في سبايس إكس، وغوغل، ولوكهيد مارتن، وغيرها من شركات التكنولوجيا العالمية.
وتنقل الطائرات في المرحلة الأولى من تشغيلها شحنات من الدم والبلازما إلى المستشفيات في المناطق الريفية، غربي رواندا من أجل تقليص الوقت المستغرق في نقل هذه المواد الضرورية.
وتنطلق الطائرات باستخدام مقلاع وتحلق على ارتفاع لا يتجاوز 250 متر لتفادي اعتراض طريق طائرات الركاب.
وتقطع الطائرات حوالي 150 كيلو متر، لكنها نظريا يمكنها أن تقطع ضعف هذه المسافة في الرحلة الواحدة.
وتعتمد الطائرات على بطاريات مثبتة في مقدمتها، علاوة على جهاز نظام تحديد المواقع يستخدم في تحديد وجهات التوصيل.
وترسل الطائرات البيانات للقاعدة المشغلة للخدمة ومركز المراقبة الجوية في رواندا باستخدام آلية الاتصال الخلوي.
وتبدأ الشركة الأمريكية زيبلاين الخدمة بحوالي 15 طائرة بدون طيار تحلق على مدار الساعة، ويمكنها التحليق وسط سرعة رياح تصل إلى 30 كيلو متر في الساعة وأمطار خفيفة، حال اقتضت الضرورة ذلك.
وتسدد وزارة الصحة الرواندية رسوما لزيبلاين مقابل خدمات التوصيل بالطائرات بدون طيار.
وقالت الشركة إن تكلفة التوصيل بالطائرات بلا طيار تساوي التكلفة الحالية للتوصيل بالدراجات البخارية وسيارات الإسعاف.
وأطلقت شركات مثل أمازون، ودي إتش إل، وسنغافورة بوست، خدمات للتوصيل بطائرات بدون طيار لديها القدرة على الإقلاع والهبوط في نقطة التسليم.
لكن خبراء أشادوا بقدرة طائرات زيبلاين على الاستمرار في التحليق وتسليم الشحنات دون الحاجة إلى الهبوط.
وقال رافي فايدياناثان، الأستاذ بكلية لندن الملكية، إن عدم هبوط الطائرة أثناء التسليم “يساعد على تفادي اصطدام الأجنحة الحادة بالأشخاص الذين يتسلمون الشحنات.”
وأضاف أنه “طالما أنه ليس من المتوقع أن تسقط الطائرة أثناء الرحلة، أو أن تسقط الشحنة على أي شخص، يمكن وصف بيئة التشغيل لهذه الخدمة بأنها إيجابية ومناسبة لبدء خدمة التوصيل بهذا النوع من الطائرات.”
المصدر بي بي سي