تقول روسيا إنها أوقفت غاراتها الجوية على حلب، قبل ثماني وأربعين ساعة من الهدنة المعتزم تطبيقها الخميس.
وقال وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، إن القوات الروسية والسورية الجوية أوقفت قصفها في الساعة العاشرة من صباح الثلاثاء، بحسب التوقيت المحلي، ولمدة ثماني ساعات من أجل ضمان سلامة المدنيين الذين سيسمح لهم بالإجلاء من المناطق التي يسيطر عليها مسلحو المعارضة في الجزء الشرقي من المدينة من خلال ستة ممرات، مع المصابين.
وحث شويغو البلدان التي لها نفوذ على المسلحين هناك على إقناعهم بوقف إطلاق النار، ومغادرة المدينة.
وأضاف - بحسب ما نقلته وكالة رويترز للأنباء - أن على كل المعنيين فعلا باستقرار الوضع في مدينة حلب اتخاذ "خطوات سياسية حقيقية" بدلا من المماطلة السياسية.
ووعد أيضا بأن قوات الحكومة السورية ستنسحب هي الأخرى من أجل إقناع المسلحين بمغادرة حلب.
وقال شويغو إنه لتحقيق هذا الهدف فسينشأ ممران، وسيكون أحدهما عبر طريق الكاستيلو، والثاني في منطقة مجاورة من سوق الحي.
وأشار شويغو إلى أن وفدا من الخبراء العسكريين الروس وصل إلى جنيف، حيث تبدأ الأربعاء مشاورات بين خبراء عسكريين من عدد من الدول حول فصل الإرهابيين عن المعارضين في حلب، مضيفا أن المبادرة الروسية حول إعلان "هدنة إنسانية" في حلب في 20 أكتوبر/تشرين الأول ستساعد على إنجاح عمل الخبراء العسكريين.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت الاثنين عن "هدنة إنسانية" في حلب الخميس المقبل، مؤكدة أن الطيران الروسي والسوري سيعلق الضربات من الساعة الثامنة صباحا حتى الساعة الرابعة بعد الظهر. ولم تعلن الحكومة السورية رسميا عن هذه الهدنة، ولم تشر إليها وسائل الإعلام الحكومية.
غارات مكثفة
وقد تعرضت الأحياء الشرقية في مدينة حلب بعد منتصف الليل - بحسب ما ذكره المرصد السوري المعارض - لغارات روسية كثيفة، بعد ساعات من إعلان موسكو عن الهدنة الإنسانية.
ونقلت وكالة فرانس برس عن مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، قوله إن الغارات "استهدفت أحياء عدة في شرق حلب بينها السكري والفردوس وبستان القصر والصاخور والصالحين والكلاسة".
وتتعرض أحياء شرق حلب منذ 22 سبتمبر/أيلول لهجوم يشنه الجيش السوري في محاولة للسيطرة عليها. وقتل في الهجوم - بحسب فرانس برس - أكثر من 430 شخصا، غالبيتهم من المدنيين، وفق ما ذكره المرصد.
وترد الفصائل المعارضة باستهداف الأحياء الغربية التي تقع تحت سيطرة قوات الحكومة، وأدى هذا إلى مقتل 82 شخصا، معظمهم مدنيون، منذ بدء الهجوم.
وأتى التصعيد الميداني في حلب إثر انهيار هدنة في 19 سبتمبر/أيلول، توصلت إليها روسيا والولايات المتحدة، وتسبب انهيارها في توتر بين البلدين إزاء سوريا. ولم تتوصل الجهود والمحادثات الدولية إلى إحياء وقف إطلاق النار.