يقول الحكيم: ان القلوب ملوك لا تقبل الرشوة، وان المبلغ لا يكون ثقة ، وأن آكل السحت لايصدق القول، وأن الباحث عن الشهرة بالنفاق وقطع الأرحام، لايسل سيفا من غمده، ولا يعول عليه في معركة ، لأنه مستصرخ بأوداجه، حتي اذا تراءي الجمعان نكص علي عقبيه، وولي مولولا ومدبرا، كحمر فرت من قسورة.
هؤلاء الذين يبحثون عن خلافة رئيس قوي في مبادراته، شجاع في قراراته، مبدع في رهاناته، قد أنجز ما وعد به، وقد غلب مهرجي الرحيل ، وساسة المعارضة الناصحة والناطحة، وأزاغ أبصار مدراء الأمن السجانين ، وجامعي فدية الرهائن الغربيين، ورجال المكس والربا الجشعين، وأقدم الساسة الماويين و عترة حزب الشعب المتقاعدين...
هؤلاء الذين يبحثون عن خلافة الرئيس في خلية ظلام الليل الدامس، وفي أزقة بنات آوي، وبجعجعة البيانات وبأوهن المبادرات، وبأسرع الوشايات، وبأظلم المكائد، آن لهم أن يخرجوا من حجورهم، وينشؤوا أحزابهم، ويتعروا من لحاف السلطة، ومن دثار استغلال النفوذ، ويخرجوا الي العلن بأبهتهم، ويقولون لشعبنا: نحن نترشح لمأمورية ثالثة ولمأمورية رابعة .
ان فعلوها سيدخلون بدون شك تاريخ1 بالمائة ويتقاعدون
عن كراس جلسوا فوقها بلا بهاء ولا سناء.
لكن هل يملك الأصيلع المخادع ، والأنينع المراوغ، و المترب الجبان، والواشي الماكر، شجاعة أن يخرج لسانه بعد20 أكتوبر، تاريخ قطع الألسن المناورة، و جدع الأنوف التائهة..
سقطت ورقة الرحيل
راهن المناورون والباحثون عن السلطة علي شعارالرحيل، وحاولوا بقسم غير مبرور، وبصراخ وعويل منثور، تحقيق ربيع قان ، لم تسلم منه أعراض العلماء الأتقياء ، استباح حرق المصحف ومختصر خليل، وتحالف مع شيعةتسب الدين وتتحالف مع العنصريين والشيوعيين.
وبيع الوطن بالمزاد مرارا، تراهم يصطفون في صلاة المآتم في نيجيريا ومالي مقابل فدية، وتراهم يتوسطون في الرهائن المخطوفين فوق أرضنا ويتفاوضون مع قتلة جنودنا ويأخذون الرشي فدية، وتري عتاة السجانين يتحولون الي وعاظ ومقدمي دروس في الديمقراطية وحقوق الانسان، وتري المراببن الذين حولوا مليارات شعب فقير الي بنوك واستثمارات خارجية، وأفلسوا خزائن الدولة، وجمعوا من غلال الربا والسحت ما يتآمرون به اليوم علي بلدهم ، يبحثون به عن ورقة توت تلحق بلدنا بدول انهار السلم الأهلي بها ، وتحولت آمال شعوبها في الديمقراطية والتنمية الي سراب ، وأضحي يحكمها اليوم أمراء حرب ، لايجيدون الا القتل بلا رحمة، والاذعان للمهربين بلا شفقة
لمن لا يعرف (أمراء الذود عن الدستور الموريتاني )فقد عرفناهم مطلع الثمانينات من القرن المنصرم وكلاء أو تجارا بسطاء قبل أن يكونوا مليارديرات من عرق شعبنا، وخبزه، وقوته، وباستخفاف فلسوا بنوكا ومؤسسات ومشاريع عمومية ، وبين فينة وأخري سيروا رحلات الي لاسبالماس ولندن وهونكونك ولبريفيل وباريس وجوهانسبورك وتلابيب تم من خلالها بناء الأرصدة من خلال تهريب العملات الصعبة، وبيع رخص صيد الأعماق و المعادن النفيسة ، ونهب الثروات الوطنية المتجددة والناضبة، وانشاء البنوك والمؤسسات الوهميةوالتطلع الي وهم التحكم الدائم فيمصير ومقدرات البلد أرضا وشعبا ونخبا وسلطة
ولمن لا يعرف_أرب المدافعين عن الدستور- فان هؤلاء الأبطال
جمعوا غنائم غير مجمركة ، ودورا غير مسجلة، ولديهم حسابات غير معروفة ، وقطعان من المواشي رعاتها وزادها من الغلول والبهت عندهم بلا عقال، والماء والكهرباء بالمجان ، وأموالهم لا تزكي، وهم سالمون من المكس والضرائب ، وفسادهم غي الداخل والخارج مثل ارم ذات العماد ، لم تعرف مثله البلاد، ولا تصله أيدي العباد.
هؤلاء السادة المرشحون والمتنافسون الذين يمولون حملات الهجوم علي الرئيس ، وحملات مدح مؤتمراتهم الصحفية ، ومهرجاناتهم ، ولقاءاتهم الكرنفالية، ويحمون أشرهم وبجرهم ، وأطهم وأطيطهم ، وحماهم وحريمهم،ويصرخون بأنهم أقدس من أن يكتب عنهم كاتب ، أويسمهم خسف هم من يرسلون الهدايا خفية ، والدعم لكل مستخف بالليل ولكل سارب من المعارضة في المقاطعة ، والانتخابات،والمظاهرات، يدفعون ميرة تكاليف الأسفار، وحلوان جوائز الكهان، وبشبيكو، وأنواع الغمار يسددون فواتير الحمام وحفلات(التآمر علي البلد وأبنائه الذين لايسددون الاتاوات، ولا يقبلون معاقرة أم الخبائث، ولا يرضون بمصافحة زعماء بني النضيرـ وبني المصطلق، وبني قينقاع)
لايخفي علي كل أريب من شعبنا الأبي ما يفكر به الغزاة ، وأميلزتهم من أبناء سن السبعين من هؤلاء الهرمين ، الذين شابوا علي ما شبوا عليه، من منع التداول بين الأجيال، ومنع الديمقراطية في الأحزاب، ومنع الفقراء من حقوق السكن ، والماء ، والشغل ، والتعليم ، والكهرباْء، ومنع المساجد من حرية الدعوة ، ومنع الحقوق التاريخية للعلماء والمقاومين، واستهزائهم بمداد العلماء، وبدماء الشهداء
لقدرحل شعار، ارحل.. وسقطت ورقة توته، وأناب الراحلون.. وأسلموا أعنتهم مذعنين.. ووقعت المراجعة التاريخية .. وتلعثموا ثم أبانوا في الاعتذار..
ولكن الأصيلع، والأنينع ظلا بلسان أبتر، وأنف أجدع يمدون هؤلاء مدا ، ويخافونهم وردا ، ويكدون أشراف البلد كدا
ورقة المقاطعة
الا نفرا من هؤلاء، استمر ساسة المهجر، ورجال أعمال المهجر، الضالعون في العلاقات مع الاستخبارات الأجنبية، والجماعات الارهابية، وجماعات المتاجرة بتهريب الأسلحة والبشر و الأموال والأعمال، يسوسون برشاهم مخططا صهيونيا يستغل العرق واللون ، وينشئ داعشا في منطقتنا باسماء مختلفة من أنصار الدين الي أنصار الشريعة الي المرابطين ، ويؤجج الحروب في منطقة الساحل والصحراء.. ويرتب لحلف مقاطعة.. يشبه قطع الأرحام
الصك والعهدة وقعا علي شرطين اثنين هما:
رفض كل نداء حوار، وعدم القبول بأية نتائج اجماع حوار وطني.
تماما كشرطي مرحلة آفلة:
ارحل، والآن.
لقد كسرت نتائج حوار2011 حلف المقاطعة وكان برلمان 2011 دليلا أثبت نجاعة الحوار، وستنهي نتائج حوار2016 كاريزميزية أشد الأحزاب تطرفا في مجال المقاطعة ، أو تصبح تلك الأحزاب ومن راهن عليها في عداد الموتي والمرثيين مع انتهاء الانتخابات التشريعية والبلدية2017
ورقة المأمورية الثالثة
مرة أخري كسر الرئيس-قائد التغييرمنذ2005- الجليد، وشرب حلفاء اليمامة كأسا مرا وسما حلوا.
راهن هؤلاء كثيرا علي أن الرئيس سيحنث كما حنثوا، وسيطلب زيادة السن كما طلبوا، وسيلغي المواد المحصنة كما أملوا.. وبنوا استراتيجية رحيل انتهاك الدستور علي كلمة سر حملها رجل أعمالهم ، ومهربهم ، وقائد حزبهم ، ومخبرهم الي أسيادهم في الخارج، ولاكها علي أعتاب السفارات وفي الغرف المغلقة كل مغرديهم ، وتماري بها رؤساء أنديتهم ، وطبل لها كل مزمار من مزامير اعلامهم ، لايأبهون بحواراتهم الوطنية، وكلما غرد أجنبي، تراهم بتغردته يهيمون ، ولأقواله يروجون ، وحين يقول الرئيس
أو يوجه نداء يغلقون آذانهم، واذا تحدث وزير يلقون أقلامهم أيهم يكفل أقواله، ويفسر معجم ألفاظه.
لقد كان شعارالعبث بالدستور من أجل المأمورية الثالثة هوقطب الرحي، وهو سبب مقاطعة حوار19 أغسطس-20 أكتوبر2016
لكن نتائج الحوارفاجأت الحانث من المعارضة ، والمتنحث (و المترشح) من الأغلبية ، وتدحرجت علي صفيح زلق كل مقارباتهم ، و جاء خطاب فخامة الرئيس الصريح و الشجاع مساء20 أكتوبر2016 ليعلن أن آزفة هؤلاء أزفت.. وأن ورقة توت حلف المأمورية الثالثة قد أسقطت.. وقربتها قد أفرغت...فوق حجر صلد.
ماذا بعد؟
1-مجال المناورة ضيق أمام المقاطعين، والحائرين ، والخيار واضح أمام الجميع حانثا ومتحنثا.
2- الرئيس يحترم الدستور، وهو قوي بين شعبه أمين علي قسمه ، وحصيلته مشرفة سياسيا واقتصاديا وأمنيا واستراتيجيا، وقد ارتفعت شعبيته مساء20 أكتوبر2016 الي حد الاجماع الوطني الشامل.
3- الرئيس لا يريد مأمورية ثالثة، لكنه لا يسلم السلطة للحانث والمتحنث ، ولا يسلم انجازاته لمن قاطع ،أو رحل، أو من بني جداره علي أحلام وهم أنه هو الخليفة، فالسلطة ليست هبة تعطي، ولا قرعة تمنح.
4-الرئيس أعلن جهارا ،بأنه يلتزم بتطبيق مخرجات الحوار هو ومن وقع ببصمته علي هذه المخرجات،وكلا الأغلبية والمعارضة مرغمون علي الخضوع لإرادة الشعب بالاقتناع طوعا ، أو بالاقتراع كرها، يستوي في ذلك من شاخ عمرا أومجلسا، ومن قاطع عرفا أو ناور كيدا
5-المفاتيح في هذه المرحلة هي الترويج لمخرجاتالحوار، وللمشاركة في الاستفتاء،وفي الانتخابات القادمة، ودعم التداول السلمي للسلطة، ومصافحة اليد الممدودة ، واحترام مسار البناء المشترك، الذي شاده الموريتانيون ستين سنة بعرقهم وتضحياتهم.
6- المغاليق التي يجب تجنبها ، هي المقاطعة وعدم احترام ارادة الناخبين ، والمناورة الكيدية لإفشال مخرجات هذا الحوار، وكل من سلك دروب هذه المغاليق:شعبنا عن طريق الاستفتاء العام سينعاه، ويقول له: حزبكم محلول، ومجلسكم محلول، وخطابكم محظور،وطريقكم مبتور.
ولكن من سلك سبيل الاجماع والتواصل والمشاركة ، ونبذ بالأفعال والأقوال التفرقة والكراهية.، فلا تثريب عليه اليوم
أوراق التوت تساقطت.. وأوراق الخريف أثمرت
بقلم: عبد الله المبارك