تختفي مؤسسات وتظهر أخرى، تفقد مؤسسات صيتها وسمعتها وعلى أنقاضها تنبني مؤسسات أخرى أو تحل محلها، وتبقى TPS عملاق التنظيف في موريتانيا صامدة صمود رواسي الجبال، لأنها رسمت لنفسها طريق الخلود في معمعة الصراع المحتدم على الجدارة والثقة.
يمر أكثر من عقد من الزمن على سيطرة TPS على نظافة أكبر وأهم المنشآت في البلد، كيف لا وهي تكبر وتحافظ على ثقتها مع المؤسسات التي تتعامل معها، مهما بلغت تلك المنشآت من التطور ومطار نواكشوط الدولي خير شاهد على تلك المسيرة الرائعة والجديرة بالتقدير والاحترام.
كان لي الشرف في أن أواكب تلك المسيرة الرائدة وأن أكون شاهدا على جزء ضئيل منها، إنه الجزء المتعلق بنظافة مطار نواكشوط الدولي، فقد كان كل القادمين معي خلال رحلاتي من أجانب ومواطنين يبدون إعجابهم من أداء المؤسسة المعنية بتنظيف المطار دون أن يكون لي ولا لهم سابق معرفة بطبيعتها أو مالكها، لكنها شهادة حق عن ظهر غيب.
كانت الصدفة وحدها من عرفني على طبيعة الشركة واسم مالكتها التي لم أقابلها، تجولت بين مكاتب الشركة وما لفت انتباهي ولم يفاجئني هو أن الشركة خلية نحل لا تكف عن الحراك، إنهم مجموعة من الشباب المثقف، الذين يعتقدون أنهم يخدمون بلدهم أولا قبل جيوبهم، لذلك فهم يحاربون بكل قواهم لدحر عدو هو بالنسبة أشرس من أعتى الجيوش إنه المظهر السيئ لمنشآت البلد.
إنها مجرد شهادة عابرة في حق مؤسسة رائدة...
بادو ولد محمد فال امصبوع