الطريق الي تجكجة: أزهار المنح المنجيات؟ | صحيفة السفير

الطريق الي تجكجة: أزهار المنح المنجيات؟

اثنين, 07/11/2016 - 17:09

لو افتراضية وامتناعية، لو جئت لأكرمتك، لو تخلفت لعاقبتك، وهمة السفر الي  تجكجة من الثنائيات المتقابلة فيها نفح العارف، وقوة المشاهدة ،وفقه  التزكية، وسلم الوصول.، ودروس لكل من يدهن ، أو يقبل أن يكون أبارغال، أو أبا جهل، أو الساكتين عن المنكر من أصحاب السبت، أو الذين يجرون ازارهم بطرا من المستكبرين في الأرض.

سل عنها بكار شيخ المجاهدين، وقف عند رأس اللمتوني وقل لهما سلام علي جيل من الكرام،  مضوا  بخمس خصال: لا يبنون ما لا يسكنون، ولا يجمعون ما لا يأكلون ، ولا يأملون ما لا يدركون ، ولا يقولون ما لا يفعلون، ولإعلاء كلمة الله  طلبوا الشهادة فنالوها كدا وغلابا ، وهمة وأسلابا، يا لأريج الجنة ، و ما أهنأكم بالحور العين في اللآلئ  المجوفة في التي  لاصخب فيها ، ولا نصب ..

يقولون: يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين..

ويوصون: دين الله له رب يحميه، فلا تخافوا  عليه ،  ولكن خافوا  علي أنفسكم فان  الخاسر من خسر  أن لا يضع بصمة في خدمة دين الله ، ويأتي  حافيا ، عريا ، غرلا، يسأل يوم تبلي السرائر...من أخمصه الي قدميه.

تجكجة : مقبرة الغزاة

في تجكجة ، مقبرة الغزاة، حيث اختار كبلاني بناء خيمته، ورسم  مشروعه،  قصة ملحمة  تدرس في أعظم أكاديميات  المحتلين  والمستعمرين  لبلاد المسلمين ، وهي تستحق سفر الرحالة، والقادة،  والمثقفين، والسواح  ،وأهل  الرأي  والخبرة، وحركة التنوير وحركات  التحرر..وبها يجب أن تنشأ جامعة المقاومة الوطنية.

ملحمة بين مدرستين ولغتين وأمتين: مدخل  ومخرجات المحظرة والأذان، ومدخل ومخرجات الأميلزة وكوميات  المستعمر.

89 تسعة وثمانون معركة مقاومة وطنية ان سألتم عنها الأحزاب الحاكمة والمعارضة ، والنواب والشيوخ ، والوزراء والمترشحين.. تلعثم  الأصيلع ونحنح الأجيدع و تمايل السكران.

800محظرة قاومت كبلاني وكلابه ، لو سألتهم عنها لما عرفوا قفا من أقفافها، ولا شيخا من شيوخها، ولامضارب لخيامها ، ولا منتجعاتها  لسائمة نذرها  الأناسي الكمل.. لحفظ ونصر الدين الأكمل

 يا لا العار... ووا محمداه .. لقد أصبح الضاد سينا .. وأصبح التاء ياء..

****

المورد العذب،،

الطريق الي تجكجة   يوصلك الي امام  المرابطين أبوبكر بن عامر ، والي شيخ المجاهدين بكار، والي المجاهد الشريف سيد ولد ملاي الزين، والي العالم الرحالة  سيدي  سيد عبد الله ولد الحاج إبراهيم، والي شيخ بقية  العارفين في هذا العصر لمرابط الحاج ولد فحفو...الذين وردوا المورد العذب..

يقرؤون فقه التزكية  والتوفيق والفلاح والذكر:( حكم الجذامي ،  رسالة  القشيري  ،  احياء علوم الدين،   حكم  ابن عطاء الله ) الخالية من الشطط، التي تدرس مجالس العلم  الدالة علي  وجود الحق، ومعرفة الحق.

وهم يدرسون فقه المقاصد، وفقه الواقع  والتوقع، وفقه الأولويات   وفقه المآلات،  وفقه الأقليات، وفقه السلم ومحاربة الغلو بداء من الرسالة لللامام  محمد بن ادريس  الشافعي ، وورقات امام الحرمين، مرورا  باضافات الشاطبي و الغزالي والجويني وانتهاء بالطاهر عاشور والعلامة ابن بيه.

وهم يخدمون كتاب الله رسما (رسم الطالب عبدالله)، وحفظا  من الفاتحة الي سورة الناس، وتجويد قراءات(ابن بري،  تحفة الأطفال، نونية السخاوي، الشاطبية) ، وكتب   التفسير والأحكام (القرطبي، الزمخشري، ابن كثير،  الطبري) لسورالفرقان114.

تجردوا للسبع المثاني، لا يمدون أعينهم الي ما متع به  من يبنون المباني بدون عمارتها بالمعاني، ومن يجمعون  الميراث لغيرهم..

أعلامهم العلماء وأفضلهم الشهداء عمر(بالفتح) هؤلاء صدورهم بالمحبة وسلكوا مسالك أهل العلم أنفاسا لا كراسا.. لديهم قوة الهمة

تراهم يحفظون المعلقات العشر و الدواوين الستة ، ويعربونها، وينظمون المتون في حال  اليقظة وفي هجيع الليل(اللامية ، الألفية مع الاحمرار والاكحلال )..

يترنمون  بأنظام مكفرات الذنوب، وعمود النسب، ومختصر خليل، ومراقي الأصول،وأسماء الله الحسني، واضاءة الدجنة،والكفاف، ومطهرة القلوب،

وألفية السيوطي، وألفية العراقي،  والرسالة ، والأخضري ، وابن عاشر ،

والعاصمية ، والأضداد، والتوسل، والمناجاة..

 يصلون صلاة المودع، يزكون زكاة الوجلين ، ويصومون صوم المتقين، قدموا الحظ الآجل علي الحظ   العاجل

هم في حال يقظة دائمة، حيثما ما انتجعوا أو رحلوا، وجدتم يردون المورد العذب .. لا ينتقمون من أحد. غابوا في شهود الحق عن شهود أعمالهم.، لايركنون الي الذين ظلموا ،  ينادون ربهم (ربنا لا تجعلنا مع أقوم الظالمين)..(رب نجني من القوم الظالمين)... (ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين ونجنا برحمتك من القوم الكافرين)..

**

ذلك فضل الله..

الطريق الي تجكجة، وقوف  فوق الجبل  الأشم  الصردح للحرية، وتنفس للهواء الصحصح للمقاومة، وانتجاع في الريف الأفيح لكبرياء الموحدين ،

ومشي المتواضعين فوق  الرمل  الأصبح  لأنفس أبية ألهمها الله فجورها وتقواها ،فاختارت ايجاب التقوي  علي اقدام الفجور.

نحن نعيش نفس المشهد  فلايزال كبولاني بأحلافه ، وأحلاسه،  وأميلزته وكومياته ، معربدا في البحار وفوق اليابسة، ولايزال  كتبة التقارير للسفارات الأجنبية ، والمتسكعون علي موائد   التأمر علي الأمة ودينها يردون  موارد السوء والخذلان ، وحال الأمة  من الاستضعاف  والهرمون الدين ملئت  نفوسهم  من الوهن والخوف علي الذرية، والغنيمة ،والدنيا الدنية هو الميسم العام

فلماذا نجل  همة  ابوبكر بن عامر، واستشهاد  بكار ولد اسويداحمد وسيد ولد ملاي الزين، ورباط سيد عبدالله ولد الحاج ابراهيم ، وثغور الشيخ ماء العينين ، وشارح القرءان بالقرءان  الولي العارف آب ولد اخطور، وصومعة اخبات شيخنا الحاج ولد فحفو.، والصدع بالحق التي يصدح بها امام الدعاة وخير  هذا القرن الداعية المحبوب  محمد ولد سيد يحي.

الجواب في أطول قسم ورد في القرءان الكريم :( ما ضل صاحبكم وما غوي وما ينطق عن الهوي ان هو الا وحي يوحي) والضلالة انحراف مسلكي ،والغواية  انحراف فكري ،والنطق عن الهوي فساد نطقي اعلامي

والله عصم أنبياءه وأولياءه، والمبلغين لرسالاته  الذين لا يخشون غيره من كل ذلك  بمنهج: (زكي)، بأسباب قدرية ،أخرجهم  من كل انحراف ، مخرج صدق، وأدخلهم بألطافه  مدخل صدق، لأنهم أرادوا ما أراد، و استقاموا علي ما اقامهم  عليه خير استقامة.

 ذلك فضل الله يوتيه من يشاء.،  فكن ممن خدم كتابه، وجاهد في سبيله ، أو بلغ  رسالاته ، بإخلاص وصواب.، والزم الملزم.

لكن هل يذكر ذاكر الآن  شيع الغابرين الهالكين من غير فتية الكهف؟

 كم كان حول كبلاني، وكم كانت سقايته، وحاشيته، ورسله، والوفود التي تفد اليه ، وأنواع المشاريع والخرائط التي بحوزته، وكم كان عتاده وقلاله،  وماذا كان في وكيليكسه من تقارير، ومن محظي يستثني ويمنع، ويشير   برفع وخفض، وأسر ونفي ، واجزال عطية وتنفيذ  مكيدة ، ومن كان يوالي ويخاف بطشه، ويرجو نواله؟ و ماهي لوائح المحاظر ، والعلماء ، والذاكريبن والمجاهدين التي رصدت وحوربت، وقتلت ونفيت؟

غرق جمع كبلاني  في قليب النسيان، وجلا الله بأساليب البيان، لأجيال المقاومين والمرتلين  ،وأحفادهم، اقداره الماضية، فلا ينازع الله  أحد في أقدراه.، ابتداء من مقام ايجاده، الي مقام امداده،  الي مقام اخلاده.

أيها المتوافدون  الي  أمجاد المؤسسين لرباط العلم ، ورباط الجهاد والمقاومة، ومقام المعارف  حيث الأناسي الكمل

أنتم تلامذة تفدون الي أشياخكم، أو أبناء لميراث  أئمة التزكية

الذين عرفوا المقاصد الحقيقية لمحاظرنا ، والأسرار العظيمة لمآذننا...

كم درس هؤلاء، وكم وعظوا ، وكم بذلوا.. لصالح الإسلام

منذ56 سنة تسميتم  باسم الجمهورية الإسلامية الموريتانية

 ماذا قدمتم أفراد ، وأحزابا ، وقبائل ، وأنظمة لهذا  الإسلام العظيم؟

هؤلاء رووا الأرض  بمداد العلماء، وحرروا  الأرض بدماء الشهداء.

لو كما قلنا افتراضية وامتناعية.

لو بعث الآن ولد ملاي الزين هل تسلمونه لأحفاد كبلاني ؟

لو بعث الآن أبوبكر بن عامر هل يقصف بطائرة بلا طيار؟

ولو جاءكم من مصر سيد عبد الله ولد الحاج إبراهيم ،أو من الأردن ابن ميابه، أو من المغرب الشيخ ما ء العينين،  أو من جبال تكانت بكار ولد اسويد احمد، أو  من البلاد المقدسة آب ولد اخطور، أو من أزواد شيخنا الكنتي ، أو من  بلاد سوسه الشيخ ابراهيم  أو من باريس  الشيخ حماه الله هل تحرقون كتبهم، أو تسقطون جنسياتهم، أو تحتقرون محاظرهم وتصنفونهم  سلفيين وارهابيين ومتطرفين؟

 لو افتراضية ..ولو امتناعية.. لو أكرمتم  سبق  هؤلاء لأكرمتم.. ولو منعتم ذكر مناقبهم.. وتدريس  متونهم.. واحتقار نهجهم  لأغرقتم.

 سوء الظن أن تعتد زادا ، اذا كان القدوم الي كريم.

رئيس ينشئ محظرة، ويطبع مصحفا ، ويبني مسجدا ، ويصلي الصبح والعشاء والجمعة ،خير لكم  من المستهزئين بمحاظركم ،والذين يعملون علي طمس  معالم أرض  وتاريخ رجال مقاومتكم.....الواقفون علي خرائط أحلام كبلاني  التي عصف بها طير من طيور أبابيل.

لايستوي  من حقق  ومن فسق ...قوم أناروا مقاماتهم بأنوار الكتاب والسنة ، وقوم أظلموا حياتهم  بالكيد لأهل الحق والملة.

انها لحظة فارقة للمصالحة والمصارحة مع المحظرة والمقاومة.، فلا تضيعوها، ضيفانا ومضيفين،  وتوبوا  الآن فباب التوبة مفتوح..

وقفوا  حيث أنتم.. واتركوا  الهوان.. واللهث وراء  سراب المال  والشهرة والسلطة..

لقد سبقكم  الي  أزهار المنح المنجيات الإمام العارف ابوبكر بن عامر، والعالم الرحالة سيدي عبد الله ولد الحاج ابراهيم  ، وشيخ المجاهدين بكار ولد اسويد احمد والمقاوم الشهيد البطل  سيدولد ملاي الزين

وقد  مررتم  بديار ثمود....  الذين لم يتركوا ذكرا محمودا في الدنيا، ويوم القيامة أحلوا  قومهم دار البوار. يقدمهم (كبلاني،  ومن كلبه ،وتكالب معه)

إلهي اغنني باختيارك عن اختياري.

واوقفني على مواقف اضطراري.

إلهي ماذا فقد من وجدك، وماذا وجد من فقدك؟

 

بقلم: عبد الله المبارك
 

[email protected]