لقد تساقطت، الواحدة تلو الأخرى، كل الأوراق التي لعبها ولد عبد العزيز للوصول الى السلطة والاستمرار فيها، كما انحسرت موجة الديماغوجية التي ركبها لتضليل جزء كبير من الرأي العام وتمرير مناوراته.
• سقطت ورقة محاربة الفساد بعد أن لم يعد هناك اثنان يختلفان على أن البلاد وصلت مرحلة لم تعرفها في تاريخها من الفساد واستشراء النهب والمحسوبية والرشوة ومحاباة الأقارب والمقربين بصفقات التراضي والفواتير المزورة، وحماية بل ومكافأة لصوص المال العام واطلاق سراحهم، وفساد الادارة وتدجين القضاء.
• سقطت ورقة "رئيس الفقراء" بعد أن تمادى النظام في إفقار المواطنين وتجويعهم. فبدل أن يحسن من ظروفهم الصعبة أصبح يمول ميزانيته من جيوبهم عن طريق فارق أسعار المحروقات ومضاعفة الضرائب وارتفاع الأسعار الذي يتربح منه كبار تجاره، كما عمد الى تسريح العمال بالمآت وترك الشباب فريسة للبطالة والضياع. ذلك في الوقت الذي يزداد فيه رأس النظام وحاشيته ثراء وبذخا وبطشا بمقدرات البلد.
• سقطت ورقة الطفرة المالية يعد أن لعب النظام بالموارد الهائلة التي جنتها البلاد خلال السنوات الأخيرة من ارتفاع أسعار الحديد والذهب والاسماك وأصبحت البلاد تتخبط في أزمة اقتصادية حادة وأصبحت شركة "سنيم" وغيرها من الشركات العاملة في المجال على حافة الافلاس
• سقطت ورقة "حرية التعبير" مع موجة القمع والأحكام القاسية ضد الشباب وضد الحمالين وخنق الصحافة والاذاعات والتلفزات الحرة عن طريق تجفيف موردها الوحيد والمشروع والمتمثل في الاشتراكات والاعلانات.
واليوم تسقط آخر ورقة كان النظام يعتمد عليها، ألا وهي ورقة أمن المواطنين وتأمين رعايا ومصالح الشركاء. وفعلا، لقد أصبحت جرائم القتل والاغتصاب والسرقة واقعا معاشا، وأصبحت أحياء بكاملها من العاصمة وكبريات المدن مرتعا للمجرمين لا يأمن فيها المواطن على دمه وماله. ولا أدل على ذلك من الحركة غير المسبوقة التي قام بها اليوم تجار مقاطعة السبخة حيث أغلقوا كل الأسواق وتجمهروا أمام حاكم المقاطعة احتجاجا على انعدام الأمن وغياب الدولة. أما أهم الشركاء الذين كان النظام يوهمهم بقدرته على ضمان الأمن فها هم يحذرون رعاياهم، ليس فقط من أرض موريتانيا، بل ومن بحرها أيضا. فبعد أقل من أسبوع من تحذير السفارتين الفرنسية والامريكية، جاء تحذير فرنسا لمتسابقي "الفاندي كلوب" من الاقتراب من شواطئ بلادنا بما يقل عن 100 كيلومتر.
نواكشوط، 7 نوفمبر 2016
اللجنة الاعلامية