منافسة اخيرة بين ترامب وكلينتون قبل الانتخابات واستطلاعات الرأي متقاربة | صحيفة السفير

منافسة اخيرة بين ترامب وكلينتون قبل الانتخابات واستطلاعات الرأي متقاربة

ثلاثاء, 08/11/2016 - 00:10

اختتم دونالد ترامب وهيلاري كلينتون حملة انتخابية شهدت منافسة ضارية واحدثت انقساما في البلاد، مع تنظيم تسعة مهرجانات انتخابية في ظل تقلص الفارق بينهما رغم التقدم الطفيف للمرشحة الديموقراطية على منافسها الجمهوري.

وتعقد كلينتون (69 عاما) التي تأمل أن تصبح الاثنين أول امرأة رئيسة للولايات المتحدة بعد 44 رئيسا، تجمعين انتخابيين الاثنين في بنسلفانيا وثالثا في ميشيغن، ورابعا وأخيرا في كارولاينا الشمالية قبيل منتصف الليل.

وفي بنسلفانيا، ينضم إليها الرئيس باراك أوباما وزوجته ميشيل، وزوجها بيل كلينتون وابنتهما تشيلسي. ومن المتوقع أيضا أن يظهر معها المغنيان بروس سبيرنغستين وجون بون جوفي.

وتعزز موقف المرشحة التي تقول إن خطها في الرئاسة في حال فوزها سيكون استمرارية لعهد أوباما، مع زوال مخاطر ملاحقتها في قضية بريدها الإلكتروني، إذ أعلن مدير مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) جيمس كومي الأحد التمسك بقراره السابق الصادر في تموز/يوليو والقاضي بعدم وجود مبررات لمقاضاة كلينتون على استخدامها خادما خاصا لبريدها الإلكتروني حين كانت وزيرة للخارجية.

وكان كومي فجر قنبلة حقيقية في الحملة الانتخابية عندما أبلغ الكونغرس في 28 كانون الأول/ديسمبر بتطور جديد في القضية مع العثور على آلاف الرسائل الإلكترونية الجديدة المتعلقة بكلينتون يتحتم التحقيق فيها، وقد تعرض لانتقادات حادة على هذا الإعلان قبل أيام من 8 تشرين الثاني/نوفمبر.

وأشاع الإعلان عن إغلاق المسألة مجددا ارتياحا في فريق حملة كلينتون، ولو أنه جاء متأخرا، قبل يومين فقط من الانتخابات.

كما فتحت بورصة نيويورك على ارتفاع كبير الاثنين على خلفية هذا التطور الايجابي المتعلق بكلينتون التي تحظى بدعم العديد من المستثمرين. وسجلت البورصات الاسيوية ثم الاوروبية تحسنا.

- "مرشحة مصالحة"-

مساء الاحد وخلال اخر تجمع انتحابي لها في مانشستر بولاية نيوهامشير، قدمت كلينتون نفسها على انها مرشحة "المصالحة" بعدما امضت اياما في مهاجمة خصمها الجمهوري معتبرة اياه غير قادر على قيادة البلاد.

وقالت كلينتون في اوهايو "لقد وصلنا الى ساعة الحقيقة في هذه الانتخابات" ان "قيمنا الاساسية على المحك".

ويتوقف دونالد ترامب (70 عاما) من جهته في محطات الاثنين في فلوريدا وكارولاينا الشمالية وبنسلفانيا ونيوهامشير وميشيغن حيث يختتم حملته بمهرجان مقرر قرابة الساعة 23,00. وهدف كلا المرشحين واحد، وهو جمع كل صوت يمكن أن يرجح لصالحه كفة الولايات الأساسية التي ستحسم نتيجة الانتخابات.

واظهر اخر استطلاع للرأي اجراه معهد كوينيبياك الاثنين ان الخصمين متعادلان في كارولاينا الشمالية وفلوريدا، حيث ان هذه الولاية الاخيرة يمكن ان تقرر وحدها نتيجة الانتخابات الرئاسية اذا خسرها دونالد ترامب.

أما الاميركيون الذين أعرب 82% منهم عن السأم في استطلاع للرأي أجري مؤخرا، فهم ينتظرون بفارغ الصبر نهاية هذه الحملة الطويلة بين مرشحين غير شعبيين بنسب تاريخية (50% لا يحبون كلينتون و62% لا يحبون ترامب)، حملة شهدت الكثير من الشتائم والفضائح والبذاءة.

وتحظى كلينتون بـ44,9% من نوايا الأصوات على المستوى الوطني مقابل 42,7% لترامب، بحسب متوسط لاستطلاعات الرأي الأخيرة أورده موقع "ريل كلير بوليتيكس".

وكان فوز كلينتون يبدو محتوما، وهي تتمتع بخبرة طويلة في السياسة، حيث كانت سيدة أولى وعضو في مجلس الشيوخ ووزيرة خارجية. غير ان العديد من الأميركيين لا يحبونها ويشككون في نزاهتها.

- غضب واستياء-

كانت المعركة أصعب مما كان متوقعا في مواجهة ترامب، الشعبوي الذي لا يتمتع بأي خبرة سياسية غير أنه يحظى بدعم شعبي لا يضعف، وهو يقدم نفسه على انه دخيل على السياسة ومعارض لهيئات السلطة.

واستغل ترامب مشاعر الغضب والخيبة التي تحرك شريحة من الأميركيين في مواجهة العولمة والتغيرات الديموغرافية. ووعد بحلول بسيطة لجميع المشكلات المعقدة. لم يتردد في التفوه بأكاذيب وإهانة النساء والمكسيكيين والسود والمسلمين، وهاجم منافسته بدون توقف، ونعتها بأبشع النعوت.

لكنها ردت مساء الأحد مؤكدة أن "الغضب ليس خطة".

وبعد إعلان مدير الإف بي آي، علق ترامب مؤكدا "انها تحظى بحماية من نظام مغشوش". وقال رغم كل شيء "هيلاري كلينتون مذنبة، هي تعرف ذلك، الاف بي آي يعرف ذلك، الناس يعرفون ذلك، والآن، يعود للشعب الأميركي أن يصدر حكمه في صناديق الاقتراع".

ولا يكترث أنصار ترامب إن كان بطلهم الملياردير تجنب دفع ضرائب فدرالية على ما يبدو منذ سنوات، وتحرش بنساء. فهم ظلوا أوفياء لقطب العقارات الذي اشتهر بثروته وبتقديمه برنامجا ناجحا من تلفزيون الواقع عنوانه "ذي آبرينتيس".

وفي طريقه الى البيت الأبيض، كاد ترامب يفكك الحزب الجمهوري الذي شهد انقسامات عميقة. فرفضه العديد من قادة الحزب وشخصياته الكبرى، فيما يعتزم البعض التصويت له إنما على مضض، لا سيما أن مواقف المرشح ليست على الدوام مطابقة لخط الحزب، ومن ابرزها موقفه المعارض للتبادل الحر.

وأثارت الحملة الانتخابية بتجاوزاتها ومغالاتها وفضائحها الكثير من الاهتمام خارج حدود الولايات المتحدة، فتابعها العالم وتفاوتت ردود الفعل بين الطرافة والهول.

في الصين، كانت الحملة فرصة فريدة استغلها النظام الصيني لتعزيز دعايته، إذ نددت وسائل الاعلام بثغرات النظام الديموقراطي.

في روسيا، انتقد الرئيس فلاديمير بوتين مؤخرا "الهستيريا" المسيطرة برأيه في الولايات المتحدة التي اتهمت موسكو بالسعي للتأثير على الانتخابات الرئاسية لصالح دونالد ترامب من خلال عمليات قرصنة معلوماتية استهدفت الحزب الديموقراطي.

 

(أ ف ب)