«القدس العربي»: امتزجت الإيقاعات الأفريقية الطارقية بكل ما يرافقها من صخب وإثارة مع ألحان الجاز الغربية لتصدح بنوطات موسيقية عذبة أطربت جمهور مهرجان كتارا السنوي للجاز في نسخته الثالثة في الحي الثقافي للعاصمة القطرية الدوحة.
وحضر انطلاق النسخة الثالثة من مهرجان كتارا الأوروبي للجاز 2016 عدد من السفراء الأجانب المعتمدين في الدولة وجماهير غفيرة ذواقة لهذا الإيقاع الموسيقي الذي استقطب اهتمام المتابعين في السنوات الأخيرة.
وقال الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي، المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا أنه بعد النجاح الكبير الذي حققته النسختان السابقتان للمهرجان تأتي النسخة الثالثة بمشاركة أكثر من حيث عدد الدول وتنوع الفرق الموسيقية.
واعتبر أن هذا المقياس يؤكد نجاح المهرجان والأصداء الجميلة التي حظي بها داخل وخارج قطر، مؤكدًا أن احتضان (كتارا) لهذه التظاهرة الموسيقية العالمية، يأتي إيماناً منها بأن مهرجان الجاز الأوروبي أصبح من أهم الملتقيات الإبداعية التي تعمل على نشر الثقافة الموسيقية بكافة أنواعها وألوانها.
وأشار إلى أن الجمهور العربي والأجنبي بات ينتظر المهرجان بشوق وحماس، لما وجدوه من أجواء موسيقية ساحرة ومميزة.
وأثنى كل من ايريك شوفيليه سفير فرنسا وغويدي دي سانكتيس سفير إيطاليا لدى الدولة على جهود كتارا لتنظيم المهرجان الذي يمثل فرصة ثمينة لمحبي الجاز لمواكبة عروضه المتنوعة.
وشهد اليوم الأول عرضًا مبهرًا لفرقة إيزا من فرنسا.. حيث قدمت موسيقى «بلوز روك» وهي موسيقى من جنوب الصحراء الكبرى مع موسيقى الروك والنغمات الأفريقية.
واستمتع الجمهور بثلاث مقطوعات ونغمات غير تقليدية، وأداء أكثر عصرية مقارنة ما سبقها من أداء مقترن بموسيقى جنوب الصحراء الكبرى.
وتتميّز فرقة إيزا الثلاثية عن سابقاتها من الفرق الموسيقية الشهيرة، حيث تنتقل بموسيقى الطوارق بعيداً عن مسارها التقليدي، لتمزج أصوات الروك العصرية مع النغمات الأفريقية.
يقود الفرقة عمر آدم، ويتمتع بشخصية قيادية، وتستحوذ فرقته على موقع متميز في أداء موسيقى الروك الصحراوية التي تحرك المشاعر.
وينحدر قائد الفرقة من الطوارق في النيجر، وتعلّم الموسيقى على يد والديه، كما تأثر في طفولته بالفرق الموسيقية للطوارق مثل «تيناريوين» و»تاكريست ناكال».
وأسس عمر آدم منذ وصل فرنسا، فرقة إيزا مع كل من «ميناد موسوي» من الجزائر و»ستافان جراتو» من فرنـسا.
وتـتناول أغـاني فرقة إيزا النيجر وثقافة الطوارق من خـلال موسيقى ملـتزمة تبعـث الأمل، واتـخذت الفرقة إسمها من «إيزا» الحرف الأخير من أبجدية «تيفيناغ» وهي رمز للإنسان الحر والمقاومة (الأمازيغ).
انطلقت موسيقى الطوارق من أغاديس في النيجر ثم إلى أزواد في مالي ومنها إلى العالمية، والآن تجسّد هذه الموسيقى الفريدة.
أما فرقة رباعي الدائرة الذهبية من أيطاليا فأمتعت الجمهور بمقطوعات ساحرة أخذت الجمهور إلى أجواء فينيسيا وروما، وتفاعل معها بالتصفيق الحار.
ويتواصل المهرجان ليقدم في ليلته الثانية عرضًا لفرقة «ماريو لاجنها» من البرتغال، والذي يتمتع بمهارات متعددة، فهو عازف بارع على البيانو، وعند القاء نظرة سريعة على ألبوماته الغنائية، بدءً بألبومه مع المغني «ماريا جواو»، نجد أنه أقرب أكثر إلى موسيقى الجاز، كما أنه تأثر بالموسيقى البرتغالية والإفريقية والبرازيلية، وكذلك البوب البريطاني والأمريكي.
وتمكن «ماريو لاجنها» من خوض غمار التجربة من تحويل الألحان الأصلية لأشهر الموسيقيين البولندين إلى مقطوعات فنية جديدة تنفرد بموقعها المميز في عالم إبداعات «لاجنها».
أما فرقة «ثري فال» الألمانية التي قدمت عرضها الموسيقي أمس الجمعة فتنتمي إلى أكثر الأجيال الشابة ابتكاراً على ساحة موسيقى الجاز في ألمانيا. وتعتمد على اثنتين من آلات النفخ الموسيقية، مع استثناء البيز التقليدي والآلات الوترية.
وتجوب فرقة ثري فل في مكتبة موسيقى الجاز وتنتقي منها فقط ما يبعث المرح والسعادة في نفوس أعضائها، الأمر الذي ينعكس بلا شك على جمهورها الذي يستمتع بإيقاعات موسيقية فريدة.