أعلنت الرئاسة الأمريكية، أن باراك أوباما يستقبل اليوم الخميس الجمهوري دونالد ترامب، في البيت الأبيض، بصفته الرئيس الجديد المنتخب، "لمناقشة كيفية تأمين انتقال ناجح".
يستقبل الرئيس الأمريكي باراك أوباما، اليوم الخميس، الجمهوري دونالد ترامب في البيت الأبيض، بصفته الرئيس الجديد المنتخب لأكبر قوة في العالم، وذلك بحسب ما أعلنت الرئاسة الأمريكية. اللقاء الذي يعقد عند الساعة 11,00 (16,00 ت غ) "لمناقشة كيفية تأمين انتقال ناجح"، سيختتم بحديث مقتضب إلى الصحافيين. وفي الوقت نفسه، ستجتمع السيدة الأولى ميشال أوباما في مقر إقامتها بالبيت الأبيض بميلانيا ترامب.
وقال أوباما الأربعاء عن لقائه بالملياردير، الذي فاز في الانتخابات الرئاسية التي جرت الثلاثاء، "دعوته ليأتي إلى البيت الأبيض لمناقشة كيفية تأمين انتقال ناجح".
وتحت تأثير صدمة فوز ترامب، تجمع آلاف المتظاهرين مساء الأربعاء في كل أنحاء البلاد، من نيويورك إلى لوس أنجلس أمام البيت الأبيض للاحتجاج على انتخابه، وإدانة آرائه التي يرون أنها تنم عن عنصرية وتمييز حيال النساء وكره للأجانب.
وكان أوباما صرح قبل ذلك "نتمنى له جميعا النجاح في جمع الأمريكيين وقيادتهم". والرجلان مختلفان تماما، إذ حذر الرئيس الديموقراطي، الذي شارك بقوة في الحملة لمصلحة هيلاري كلينتون، من انتخاب هذا الرجل الذي قال إنه يشكل خطرا على الديموقراطية.
كما صرح أوباما في لاس فيغاس قبل أيام من الاقتراع، "لا يمكن أن نسمح لأنفسنا بانتخاب هذا الرجل! هذا ليس ممكنا! هذا ليس ممكنا!". وفي كارولاينا الشمالية، قال "تخلصوا من الخوف! اختاروا الأمل! صوتوا!"، مؤكدا أن "مصير الجمهورية (...) بين أيديكم".
"أمر مؤلم"
قضى فوز ترامب من قبل ناخبين يشعرون أن النخب تتجاهلهم، وأنهم مهددون بالعولمة، على أحلام منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون، بأن تصبح أول سيدة تتولى الرئاسة في الولايات المتحدة، وكانت كل استطلاعات الرأي ترجح فوزها، كما يشكل فوز ترامب أيضا تهديدا لحصيلة أداء أوباما التي تتمتع بشعبية، وكانت كلينتون تنوي مواصلتها.
ووعد ترامب بإلغاء معظم الإصلاحات، أو التقدم الذي حققه الرئيس أوباما في مجالات عدة، من إصلاح نظام التأمين الصحي "أوباماكير"، ومكافحة التغير المناخي، (إذ وعد ترامب "بإلغاء" اتفاق باريس الذي أبرم في نهاية 2015)، واتفاق التبادل الحر آسيا المحيط الهادئ.
والاختلاف بين الرجلين له جذور شخصية أكثر مما هي مرتبطة بانتمائهما السياسي أو رؤيتهما للعالم، فلسنوات غذى ترامب نظرية مؤامرة تنطوي على عنصرية حول مكان ولادة أوباما قبل أن يغير رأيه خلال الحملة بدون أي تفسير.
من جهتها، دعت كلينتون الأربعاء الديموقراطيين إلى قبول "النتيجة المؤلمة" للانتخابات. وقالت في أول ظهور لها منذ هزيمتها، وقد بدا عليه التأثر، "آمل أن ينجح كرئيس لكل الأمريكيين"، مضيفة "أنه أمر مؤلم وسيبقى كذلك لفترة طويلة".
كما هنأ وزير الخارجية جون كيري الخميس ترامب، ووعد بانتقال هادئ بدون أن يغيب أي من الملفات الكبرى للسياسة الخارجية. وقال كيري للصحافيين في مدينة كريستشرش في نيوزيلندا، التي يتوجه منها إلى قاعدة علمية في القطب الجنوبي، "أريد أن أعبر عن تهنئتي للرئيس المنتخب دونالد ترامب وأتمنى له النجاح".
ورأى كيري أنه من المهم أن تكون الإدارة الجديدة مستعدة عندما تتولى السلطة في كانون الثاني/يناير، مضيفا "أصدرت إلى فريقنا توجيهات بالعمل مع الإدارة الجديدة بأكبر قدر ممكن من الانفتاح".
وأكد جون كيري، الذي أصبح وزيرا للخارجية خلفا لهيلاري كلينتون في 2013، أن انتخاب ترامب لا يغير شيئا في التحديات السياسية التي تواجهها الولايات المتحدة، كما أشاد بكلينتون بالقول "أعرف إلى أي درجة كافحت (...) وأنا واثق من أنها هي و(زوجها بيل) كلينتون وعائلتها سيواصلون العمل بما يفيد بلدهم بطرق عديدة".
فرانس24 / أ ف ب