ساد الغموض، الموقف المصري، من إعلان تسع دول عربية، مساء الثلاثاء، انسحابها من القمة العربية الأفريقية الرابعة، المنعقدة بعاصمة غينيا الاستوائية مالابو، حاليا، وذلك تضامنا مع المغرب، التي احتجت بعد إصرار الاتحاد الأفريقي على مشاركة وفد ما يُسمى بـ"الجمهورية الصحراوية"، التي أعلنتها "جبهة البوليساريو" من جانب واحد عام 1976، في القمة.
والدول التي انسحبت هي: المغرب والبحرين والسعودية والإمارات وقطر واليمن وسلطنة عمان والصومال والأردن، بينما تعقد القمة هذا العام تحت شعار "معا من أجل تنمية مستدامة وتعاون اقتصادي بين أفريقيا والعالم العربي".
وقالت الإعلامية الموالية لسلطات الانقلاب، لميس الحديدي، في برنامج "هنا العاصمة"، عبر فضائية "سي بي سي"، مساء الثلاثاء، إن انسحاب السعودية والبحرين والإمارات هو مساندة للمملكة المغربية، مردفة: "لا نعرف ما هو الموقف العربي، وخاصة المصري، من ذلك الحدث؟".
لكن وكالة أنباء "الشرق الأوسط" الحكومية ذكرت الأربعاء، أن السيسي وصل إلى مالابو، فجر الأربعاء، قادما من البرتغال، مشيرة إلى أنه من المقرر أن يشارك في القمة، التي تستمر حتى الخميس، وذلك في تجاهل واضح للخلاف الحاصل.
وتوجه السيسي، فور وصوله، الي مقر إقامته بمنطقة القصور، التي شيدتها الدولة الغينية بجوار قاعة المؤتمرات، حيث تم بناء أكثر من 50 قصرا لإقامة القادة ورؤساء الوفود على المحيط الأطلسي، وسط إجراءات أمنية مشددة، وفي ظل تقديرات للاتحاد الأفريقي، بمشاركة 25 رئيسا وملكا وأميرا في القمة.
ومن المقرر أن تناقش القمة قضايا مكافحة الإرهاب والتعاون السياسي والتنسيق على مستوى القادة العرب والأفارقة في الموضوعات الأساسية، وفي مقدمتها مستجدات القضية الفلسطينية، بالإضافة إلى مناقشة قضية أعباء الديون على أفريقيا، وتسوية النزاعات.
"الفجر": جهود عربية ومصرية للحل
ونقلا عن مصدر دبلوماسي لم تسمه، الأربعاء، أكدت صحيفة "الفجر" المصرية، المقربة من السلطات، استمرار الاتصالات العربية الأفريقية لحل الأزمة، وقيام الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، بتوجيه عدد من الاتصالات مع الجانب العربي المتواجد بالعاصمة الغينية، ومنها دولة المغرب، واتصالات مماثلة مع الجانب الأفريقي، ممثل في مفوضية الاتحاد الأفريقي والدولة المضيفة للقمة لتجاوز الأزمة، ولتفادي فشل القمة.
وأوضحت المصادر أيضا، بحسب "الفجر"، أنه من المقرر أن تتخذ القاهرة موقفا بالمشاركة من عدمه خلال الساعات القليلة المقبلة.
اجتماع القادة.. هل يحسم النزاع؟
وكان المجلس الوزاري للقمة العربية الأفريقية الذي استأنف جلساته، مساء الثلاثاء، قرر رفع الخلاف بشأن مشاركة وفد "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية"، إلى اجتماع القادة، الأربعاء، وذلك وفق وكالة "الأناضول".
وأعلن النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء الكويتي وزير الخارجية، الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، رئيس المجلس الوزاري للقمة، استئناف أعمال المجلس مساء الثلاثاء، بعد رفعها، بسبب الخلاف المذكور، بحسب مراسل "الأناضول".
وقال الشيخ الصباح إن الاجتماع الذي عقدته المجموعة العربية والأفريقية أفضى إلى رفع الخلاف حول مشاركة "جمهورية الصحراء الغربية" إلى قمة الرؤساء التي تنطلق الأربعاء.
لماذا انسحب المغرب؟
وكانت وسائل إعلام مغربية قالت إن الوفد المغربي المشارك في أشغال القمة العربية الأفريقية، برئاسة وزير الشؤون الخارجية في حكومة تصريف الأعمال، صلاح الدين مزوار، قد رفض بشكل قاطع تواجد وفد الجبهة الانفصالية في افتتاح أشغال ملتقى القمة.
ونقل الإعلام المغربي عن مصدر بوزارة الخارجية، تأكيده أن المغرب لا يمكنه المشاركة في قمة تجمع وفود بلدان عربية وأفريقية بجانب جبهة البوليساريو، التي لا تعتبر عضوا في جامعة الدول العربية، ولا هي محل ترحيب في أغلب الدول الأفريقية.
وتقدم المغرب في أيلول/ سبتمبر الماضي، بطلب الالتحاق بالاتحاد الأفريقي، بعد 32 عاما من انسحابه.
ومن المقرر أن تبت قمة أفريقية تعقد في كانون الثاني/ يناير المقبل، في هذا الطلب، الذي لقي ترحيبا أفريقيا واسعا.
وقام العاهل المغربي الملك محمد السادس، بجولة أفريقية تشمل دولا وقفت دائما ضد المغرب إلى جانب الجبهة.
ونجحت "جبهة البوليساريو" في حصول "الجمهورية الصحراوية" على عضوية منظمة الوحدة الأفريقية عام 1982، ما أدى إلى انسحاب المغرب من المنظمة رسميا عام 1984.
الجزائر تساوي بين عضوية كل من المغرب والبوليساريو
ونشبت خلافات مغربية جزائرية، نظرا لقيام الجزائر بدعم "جمهورية الصحراء"، التي تعتبرها المغرب أراضي تحت سيادتها.
وساوى وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، في تصريحات أطلقها مساء الثلاثاء، ضمن ندوة صحفية عقدها بالعاصمة القطرية، الدوحة، في ختام جولته الخليجية إلى كل من الإمارات والبحرين وقطر، بين عضوية المغرب وعضوية ما سماها "الجمهورية الصحراوية الديمقراطية الغربية" داخل منظمة الاتحاد الأفريقي.
وقال إن جبهة البوليساريو تعتبر عضوا مؤسسا لهذه المنظمة، مرحبا بعودة المغرب إليها.
وأضاف: "الاتحاد الأفريقي له قوانين وأسس، ونحن نرحب بانضمام المغرب إليه؛ كما أن الجمهورية الصحراوية الديمقراطية عضو مؤسس فيه"، مردفا أنه "لا يمكن لدولة أن تشترط أي شيء قبل الانضمام إلى المجموعة التي تريد الانضمام إليها"، بحسب تعبيره.