(وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم) صدق الله العظيم
ما أجمل وما أروع السلام … السلام … السلام الذي يحقق للشعوب الحياة الآمنة المستقرة لينعموا جميعاً بما منحهم الله من خيرات هذه الدنيا … السلام اسم من أسماء الله الحسنى، معناه الأمن والتسامح، والرخاء والمحبة، والاستقرار، والتصالح مع النفس البشرية …
ليس من الضروري العناد والمكابرة والاستمرار في الحرب من قبل أي طرف … الحلول بين أيديكم جميعاً، والشعب اليمني والسعودي أمانة في أعناقكم جميعاً … الاستمرار في الحرب لن يكون في صالح اليمن ولا السعودية أبداً … القوى المهيمنة المتربصة بثروات الشعوب وحدها المستفيدة من كل الصراعات في المنطقة … والقوى الداعمة لاستمرار الحرب في حقيقة الأمر لا تريد الخير لأي طرف، وسوف تنسحب في منتصف الطريق …
السلام … السلام … السلام لا يعني أبداً الاستسلام … السلام لغة الأقوياء والحكماء وعقلاء القوم المحبين للخير والتقدم لشعوبهم …
(يشاهد العالم السعوديـــة وهي تُرسل إلى اليمن : جيوشاً من المرتزقة الأجانب والإرهابيين من دول عربية مختلفة لإتمام أعمال القتل وإشاعة البؤس والفوضى والفقر والموت الذي وصل إلى كل بيت في اليمن بسبب الحرب الوحشية ، والحصار الخانق الذي منع الغذاء، والدواء والمشتقات النفطية المحركة لعجلة الحياة في أبسط مقوماتها ومع ذلك عجزت السعودية عن تحقيق إنتصار يحسم الصراع القائم في اليمن).
من خلال متابعتي لزاوية الحلول الحقيقية أَجِد بأن الجميع أصبح يبحث عن السلام!
تصريحات متوازنة بين الزعيم صالح ودول مجلس التعاون الخليجي، جميعها تصب نحو الحلول السلمية بالطرق السياسية، التي تضمن مشاركة الجميع في بناء الدولة اليمنية!
تصريحات صالح الأخيرة تسير في اتجاه السلام، حيث ناشد الزعيم علي عبد الله صالح “دول مجلس التعاون الخليجي” وقال: “نتمنى على إخواننا وأشقاءنا في مجلس التعاون الخليجي أن يساعدوا على الخروج من هذه الأزمة، مثلما ساعدونا في 2011م عندما قاموا بالمبادرة الخليجية، التي نجحت بشكل جيد. ونتمنى عليهم أن يساهموا في إيقاف الحرب، وسنكون شاكرين ومقدرين لإخواننا في مجلس التعاون الخليجي جهودهم في تحقيق السلام في اليمن، بعد أن مرت سنة وتسعة أشهر على الحرب”.
وقال في نهاية كلمته : “قد يقول من يقول بأن صالح يتودد لدول الخليج. أنا أتودد للسلام، وأنا أتحرك في اتجاه السلام، أنا مع السلام، أنا مع الأمن، أنا مع الاستقرار، أنا مع السلام، السلام هو الأساس، فأتمنى من إخواننا في مجلس التعاون الخليجي أن يُساهموا معنا في هذه الفترة الحرجة التي تمر بالمنطقة، لأن اليمن لن تتأثر وحدها من هذه الحرب”!
وسبق تصريحات صالح بيان مجلس التعاون الخليجي 37 الذي جاء متوازنًا، ويحث على حل الأزمة اليمنية بالطرق السلمية!
حيث أكد البيان على إجماع خليجي لحل الأزمة اليمنية بالطرق السلمية، والعمل مع المجتمع الدولي والأمم المتحدة وفق المبادرة الخليجية والقرارات الأممية، وخطة المبعوث الأممي ، ومبادرة كيري ، على حل الأزمة اليمنية بالحلول السياسية، والتحضير لمؤتمر دولي لإعادة إعمار اليمن.
كما أكد المجلس الأعلى لدول مجلس التعاون على الالتزام الكامل بوحدة اليمن، واحترام سيادته واستقلاله، ورفض أي تدخل في شؤونه الداخلية، كما أكد على أهمية الحل السياسي وفق المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني..
اخيراً
لم يعد هناك عاقل في المنطقة والعالم، يقبل بهذه الحرب، التي خرجت عن القيم الأخلاقية والقانونية للحروب، وأصبحت في نظر الجميع مجرد استقواء دولة غنية، تستخدم ثرواتها بهدف تدمير دولة فقيرة في اقتصادها ومواردها، وتُعاني من مشكلات كثيرة زادتها الحرب سوءًا.
ويرى المراقبون للأحداث، بأن التخبط في السياسة السعودية يقودها إلى الهاوية، إذا لم تدرك المخطط المرسوم لهذه الحرب من قبل القوى المهيمنة على العالم، وتسعى إلى كسر قواعد اللعبة الدولية، وتتجه نحو مصالحة فورية مع اليمن، الدولة الجارة التي تُعتبر العمق الاستراتيجي والعسكري، والقوة البشرية الضاربة التي تُعتبر صِمَام أمان للخليج والمنطقة.
اللعبة بدأت تقترب من النهاية، بعد الانتصارات التي حققها الجيش السوري في حلب، والجيش العراقي في الموصل، وتخلي أمريكا عن حلفائها في المنطقة؛ والمثل العربي يقول “جارك القريب ولا أخوك البعيد”! اليمن يمد يد السلام، والسعودية تهفو وترحب بالسلام.. فمتى يتحقق السلام!!
د. فضل الصباحي