أهلاً بكم في عصر البيانات الضخمة، حيث كل ما تكتبونه أو تفعلونه يتم تسجيله و تخزينه و معالجته من قبل الشركات و المؤسسات ذات الطابع التجاري للمساعدة في توفير أفضل الخدمات المناسبة لكم كما يدعون.
فبدلاً من أنا و يعجبني يصبح أنت و يعجبك و بدلاً من أنا و يزعجني يصبح أنت و يزعجك و التناقض الأخير هو تناقض القوة و هو مع أن الأفراد و المستخدمين يستفيدون من البيانات الضخمة، إلا أن استفادة الشركات و المؤسسات أكبر بكثير.
البيانات هي الشكل الخام لأي محتوى ننتجه، مثلاً لو كان لديك عشرة أطفال و قمت بقياس أوزانهم و معرفة أعمارهم و سجلتها على ورقة أو لوح، هذا اللوح يحوي بيانات.
المعلومات هي مخرجات أية عملية معالجة للبيانات الخام، بمعنى لو أخذت أوزان هؤلاء الأطفال العشرة و قمت بالحصول على متوسط حسابي لها، هذا المتوسط هو معلومة، لأنه يعطي مقياس مفيد بينما البيانات مجرد أرقام مسجلة على لوح.
البيانات الضخمة مفهوم بسيط للغاية يمكنك تخيل أن كل شيء تقوم به على الإنترنت، مثل قراءتك الحالية لهذا المقال، يتحول إلى بيانات، يمكن استخدامها لتحسين مجال من المجالات، على سبيل المثال: إذا أمضيت وقتًا طويلًا في قراءة هذا المقال، فهذا يعني أنك مهتم بشكل أو بآخر بالبيانات الضخمة بشكل عام، و بتحليل البيانات بشكل خاص.
لكن هل تستحق البيانات الضخمة عناء الإهتمام بها؟ و لماذا لا نتجاهلها؟
تجاهل طرق باب تكنولوجيا البيانات الضخمة لن يؤدي لفهم خطورتها فكل هذه البيانات التي ننتج كمستخدمين عاديين تجمع و يعاد هيكلتها و تحليلها، لتوضع أمام صناع القرار في الشركات و المؤسسات ذات الطابع التجاري لمساعدتهم في اتخاذ قرارات تهدف أساسا إلى كسب مزيد من الأرباح و إرباك الإنسان البسيط بكم هائل من الإعلانات الموجهة.
هنا أختم هذا المقال بتذكير القراء أن أي محتوى رقمي لهم يتم إرساله عبر الإنترنت يصبح مباشرة بيانات علنية، لذا عليهم المحافظة على ما يعتبرونه من خصوصياتهم في أجهزة لا تتصل بالإنترنت مطلقاً فالأمر أخطر بكثير من تصورنا المبسط للتكنولوجيا.
روابط و متعلقات: