اجرى الرئيس محمد ولد عبد العزيز مقابلة مع صحيفة "لموند" الفرنسية استعرض فيها مختلف القضايا الوطنية والاقليمية بما فيها التحديات الأمنية التي تواجع المنطقة، والجهود التي بذلتها موريتانيا في سبيل القضاء على خطر الارهاب والجماعات المتشددة.
كما تحدث الرئيس عن الوحدة الوطنية، والوضع في كل من ليبيا وسوريا، إضافة الى تجديد التزامه بعدم خرق الدستور من خلال الترشح لمأمورية ثالثة.. وفي ما يلي نص المقابلة:
سؤال : شهدت 2011 آخر هجوم إرهابي في مورتانيا هلي يعني ذلك ان الخطر لم يعد موجودا نهائيا؟
جواب:
لا أستطيع أن أقول ذلك، لان القضايا الأمنية تتقلب على الدوام ولكنّ ما حققناه هو نتيجة لجهود مكثفة منذ عام 2008. و نحن نواصل على نفس النهج .. لقد كان الجيش والأجهزة الأمنية في حالة يرثي لها وعملنا على تقويتها لكي تتكيّف مع التحديات المتمثلة في مكافحة الإرهاب، كما عملنا. على محاربة التطرف لقطع الصلات بين الجماعات الإرهابية في الخارج و المضللين من طرفها في الداخل و في هذا السياق كان علينا ان نقوم بتحسس الشباب الذي تم أغراءه و ذالك ما يفسر البعد الاقتصادي لعملنا في هذا المجال و بالخلاصة عملنا علي المستويات الأمنية و الثقافية والاقتصادية منذ تلك الفترة لم نتعرض لحالة تذكر من انعدام الأمن ولا من إقبال الشباب علي المجموعات الإرهابية . و هذا يعود إلي أننا قمنا بتأمين حدود بلدنا و قام علماءنا بصد الشباب عن الانضمام إلي تلك المجموعات
سؤال: تم الحديث عن وجود اتفاق بين بلادكم وتنظيم القاعدة سنة 2010؟
جواب :
هذا مستحيل حيث ان موريتانيا تعرضت لهجمات إرهابية بعد ذلك الامر الذي يناقض هذه المعلومات كما ان السجناء لم يطلق سراح اي منهم ،و لم نفاوض ولم ندفع فدية للارهابيين بل عارضنا ذلك حين طلبت منها بعض الدول الصديقة . لقد نددت علي الدوام بدفع الفدي
. سؤال : في حصيلتكم بمجال محاربة الارهاب ألا تذكرون التعاون الدولي ؟!
جواب السيد الرييس : صحيح لقد استفدنا من مساعدة فرنسا الفنية وكذلك مساعدة الولايات المتحدة الأمريكية و نواصل تبادل المعلومات التي ساعدتنا كثيرا على تحقيق أهدافنا و نتبادل أيضا المعلومات مع دول المنطقة
سؤال: و هذا ما أدي الي إنشاء مجموعة دول الساحل الخمسة التي تضم بركينا فاسو و النيجر و تشاد و مالي وموريتانيا ؟
جواب: بالفعل لدينا الكثير من القواسم المشتركة : حدود في منطقة تعاني من تهريب المخدرات و من الارهاب و اختطاف الرهائن . و كان من الضروري ان نجتمع لنحاول معا وضع حد لهذه الآفات و لتحقيق الاستقرار في بلداننا بغية خلق الظروف الملائمة لتنميتها
سؤال: هل يشكل تعدد الهجمات في مالي مصدر قلق لكم ؟
جواب : فعلا لقد تدهور الوضع في الآونة الأخيرة لأنه لم يتم القضاء على الظاهرة . ولم يتم تطبيق اتفاق الجزائر الموقع سنة 2015. الذي تتردد الأطراف كلها في تنفيذه لمعالجة شاملة للقضية الأمنية في مالي يتعين اتباع نهج مختلف، لان قوات حفظ السلام الأممية ذات المهمة المحدودة ليست قادرة على مواجهة الإرهابيين والمهربين. فهذا ليس دورها بل ان وجودها لم ياتي بنتيجة ولن يأتي بها. . يجب علينا إذن أن ننشئ قوة إقليمية تتولي مهمة تحييد الإرهابيين، من. المنطقة و إلا فإنهم سيواصلون نشاطهم و سيتم توقيع اتفاقيات أخري مع المتمردين لا تطبق أبدا في الواقع.
سؤال ؛ لماذا لا توجد هذه القوة الإقليمية حتي الآن ؟
جواب : تلك القوة تتطلب دعما من جميع بلدان المنطقة وهو ما لم يحصل إلي حد الآن كما أن الوضع في ليبيا لم يكن من شانه أن يسهل الأمر . نحن نحث أعضاء مجموعة الساحل الخمسة علي إنشاء تلك القوة . و من اللازم أيضا تجاوز بعض المشاكل القانونية المتعلقة بوجود الأمم المتحدة و باتفاق الجزائر التي تمنع قوات مالي بالتحرك نحو الشمال
سؤال : انتم لا تستبعدوا إذن تدخل الجنود الموريتانيين في مالي ؟
جواب : لا نستبعد ذلك اذا كان في إطار اشمل و بأهداف محددة في الزمان وفي المكان
سؤال : انتم تتعاونون مع فرنسا هل يعني ذلك ان موريتانيا شريكا في عملية ً برخان ً
جواب : لا علاقة لنا بلاده بعملية برخان ولا توجد هناك قواعد عسكرية موريتانية لدينا روابط قوية مع جيش فرنسا ومصالحها الاستخباراتية. ولكن هذا ليس " برخان
" سوال : الم يتم إرسال عناصر من القوات الخاصة الفرنسية الي مورتانيا ؟
جواب : من اجل تكوين جنودنا . هذا مختلف مع وجود قاعدة عسكرية. نحن لا حاجة لنا فيها وفرنسا لم تعرضها علينا . و لم يقاتل الفرنسيون في اي وقت بموريتانيا
سؤال : تصفون موريتانيا كما لو كانت دولة آمنة . لما تصر فرنسا علي إبقاءها في " منطقة حمراء " ؟
جواب : لا أرى تقسيرا لذلك فالاسبانيون مثلا غيروا رؤيتهم
سؤال : علي المستوي السياسي . ترأستم خلال مأموريتين فهل تنوون الترشح لمأمورية اخري؟
جواب : انا احترم الدستور ( الذي يحدد باثنتين عدد المأمور يأت ) لقد قمت بعمل ما استطعت خلال هذه المدة .. و هذا كل ما في الأمر .. ثم أنني أرى أن هنالك أشياء كثيرة مازال ينبغي تحقيقيها لكن هنالك اناس كثيرون باستطاعتهم القيام بها
سؤال : يعتبر الحراطين ( المنحدرين من الأرقاء السابقين ) و الزنوج المورتانين انهم عرضة للاقصاء من طرف البيظان كيف يمكن سد هذه القطيعة الطائفية ؟
الجواب : البيظان أكثرية في البلد . موريتانيا ليست بلدا اسود تقوده أقلية بيضاء و هذه ليست مسالة تميز وليس من الوارد إنشاء نظام تميز إيجابي للولوج إلي الوظيفة العمومية يمكن بالفعل ان ننشأ المدارس في المناطق الأقل حظا و أن نساعد السكان عبر محاولة الرفع من مستواهم المعيشي و إنشاء البنية التحتية الضرورية للتنمية وهذا ما نقوم به لمكافحة مخلفات الرق،
سؤال : تمت إدانة الشاب المدون الشيخ ولد محمد ولد امخيطير بسبب الردة و يأخذ عليكم انحيازكم و مطالبتهم بأشد عقوبة ضده ؟
جواب : لم أطالب أبدا بإعدامه .٠ لقد استقبلت جموعا من المورتانين تظاهروا ضد كتابات هذا المدون وأولئك هم من طالب بإعدامه. لا يحق لي إدائنه وقضية عند العدالة
سؤال : ما هي الدروس التي تستخلص من هذا الحدث ؟ أليس من علامات التطرف الديني لجزء من الشعب ؟
جواب : لا أري فيها مظهرا من مظاهر التطرف ولكنها تعبير عن تعلق ناس بالدين في بلد مسلم 100 بالمائة. نحن لسنا متطرفين ولكنا نأخذ بجدية ديننا و نمارسه باعتدال
سؤال : ومع ذلك فان مثقفين و جزأ من المعارضة يأخذون عليكم الإكثار من التنازلات للحركات السلفية ؟
جواب : هنالك قوانين نعمل علي احترامها و حتى ألان لا توجد تجاوزات فالسلفية لا تعطل تسير الدولة ونحن نمارس إسلاما معتدلا . والطرف يوجد خارج بلادنا . صحيح إن بعض الشباب تم توظيفه من طرف المجموعات الإرهابية لكنهم لا يمثلون إلا نسبة قليلة جدا من الشباب والدليل على ذلك انه لم يحصل هنا تحمسا للربيع العربي و لا هجرة ألي مناطق التوتر في الشرق الأوسط أو شمال افريقيا .
انا لا اري تفاقما للسلفية ولا للإسلاميين في مورتانيا و لكن بعض السياسيين حاولو الحاف البلد بالربيع العربي وفشلوا. . هذه الثورات العربية كانت كارثة للعالم العربي و لدول الغرب لقد أسقطت بعض الدكتاتوريين الذين كانوا تخلوا في النهاية عن الحكم ولكن هل هنالك المزيد من الحرية حاليا ؟ وهل يتم احترام حقوق الانسان بصفة اكثر حاليا ؟
سوال : ما ذا يوحي لكم الوضع في ليبيا ؟
جواب : لقد كانت نتائج التدخل في ليبيا وسقوط معمر القذافي كارثية . هذا كان عمل خاطئ فاليوم لا وجود لليبيا انه حكم انعدام الامن و الكارثة الاقتصادية . و الأضرار التي لحقت بالمنطقة كلها جسيمة . انه استثمار سييء
سؤال : وعن سوريا ؟
جواب : في بداية الثورة تمنينا ان يغادر الرئيس بشار الأسد السلطة والآن ضاعت الجهود وخسر الجميع تم تدمير البلد كله من سيمول إعادة بناء سوريا ؟ ليست روسيا و لا الدول العربية التي سلحت الناس و لا الدول الغربية التي لم تعد لديها الوسائل لتمويلها الذاتي . لقد خسر الغرب و نشأت فوضي عارمة و ما يترتب عليها من توتر في ألمانيا وفي فرنسا بفعل آلاف اللاجئين . لقد أسيئت التقديرات .
نقلا عن موقع: "مراسلون"