توفيت الممثلة المصرية القديرة زبيدة ثروت مساء الثلاثاء، عن عمر ناهز 76 عاما، بعد صراع طويل مع المرض. هذا وكانت الفنانة الراحلة كشفت في وقت سابق عن إصابتها بمرض بالسرطان نتيجة التدخين لسنوات طويلة.
ونعى وزير الثقافة المصري حلمي النمنم الفنانة الراحلة في بيان وصفها فيه بلقب "ملكة الرومانسية" وصاحبة أجمل عيون سينمائية.
وجاء في البيان "استطاعت خلال فترة عملها الفني القصيرة أن تحفر لنفسها اسما لا يزال يحمل بريقا في السينما المصرية والعربية."
ولدت زبيدة ثروت بمدينة الإسكندرية في 14 يونيو /حزيران عام 1940 لأب ضابط بالقوات البحرية وأم تنحدر من أسرة محمد علي.
ولفتت الأنظار إليها بعد نشر صورها على غلاف مجلتي "الجيل" و"الكواكب"، حين اختيرت كأجمل مراهقة، وكان أول ظهور لها في دور صغير بفيلم "دليلة" عام 1956.
ودرست زبيدة ثروت المحاماة إرضاء لجدها الذي هدد بحرمانها هي وأهلها من الميراث في حال استمرت بالتمثيل، وبعد أن انهت دراستها، عملت محامية تحت التمرين لدى أحد المحامين الكبار الا أن نجاحها في التمثيل جعل عملها كمحامية فرصة لرؤيتها من قبل المعجبين، الذين كانوا يحضرون الى المكتب من اجل الحديث معها، وهو ما دفع المحامي الذي تعمل لديه بأن يطلب من جدها أن ينقذه مما يحدث، وبالفعل تركت المكتب وانقطعت عن مهنة المحاماة.
وحصلت على أول بطولة سينمائية لها في فيلم "الملاك الصغير" أمام يحيى شاهين عام 1957 واشتهرت بعد ذلك بأدوار الفتاة الهادئة الرومانسية.
قدمت زبيدة ثروت على مدى مشوارها أقل من 30 فيلما سينمائيا صنف بعضها ضمن كلاسيكيات السينما المصرية مثل "عاشت للحب" و"في بيتنا رجل" و"الأحضان الدافئة".
ووقفت أمام كبار نجوم السينما المصرية أمثال أحمد رمزي وعمر الشريف وكمال الشناوي وحسن يوسف إلا أن مشاركتها عبد الحليم حافظ بطولة فيلم "يوم من عمري" شكلت علامة فارقة في مشوارها الفني.
وتنوعت أدوارها قليلا بعد ذلك فقدمت الزوجة المخدوعة أمام رشدي أباظة وسعاد حسني في "الحب الضائع" عام 1970 ثم الفتاة المرحة المنطلقة في "زمان يا حب" أمام المغني فريد الأطرش في 1973.
شاركت في عدد محدود من المسرحيات أبرزها "عائلة سعيدة جدا" مع أمين الهنيدي والمنتصر بالله وآمال شريف من تأليف وإخراج السيد بدير.
اعتزلت العمل الفني في نهاية الثمانينات مفضلة قضاء معظم وقتها مع أبنائها وأحفادها.
وتحدثت زبيدة ثروت في لقاء تلفزيوني عن سر اعتزالها للتمثيل في قمة تألقها، مشيرة إلى كونها في ذلك التوقيت صارت جدة وأنجبت ابنتها الأولى حفيدتها، ثم طلبت منها مساعدتها في تربيتها، وبعدها أنجبت ابنتها الثانية، وهو ما تسبب في انشغالها بأحفادها بعيدا عن التمثيل.
ما ساهم من صعوبة عودتها مرة أخرى إلى التمثيل هو ما قالته بكونها لم تجد الدور المناسب الذي ترغب في تقديمه، لذلك لم تطل من جديد، أما مشاركتها في التلفزيون والمسرح، فقد أكدت أنها لم تحب التلفزيون وكذلك المسرح ولم تقدم سوى مسرحيتين فقط طوال مشوارها.