أكد الدكتور الصوفي ولد الشيباني رئيس مجلس شورى حزب "تواصل" أن شعار " بنية حزبية قوية ضمان لأداء سياسي فعال"، الذي اخاره المجلس لدورته السادسة يبرز أهمية الاستعداد والجاهزية الذين يجب أن يتحلى بهما الحزب في المرحلة المقبلة لمواجهة التحديات التي تفرضها الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية للبلاد، والتي تحتم على الأحزاب المؤثرة في المشهد الوطني أن تكون على مستوى طموحات المواطن وتطلعاته، وأن تعبر عن همومه ومشاكله التي تتعقد يوما بعد يوم بفعل السياسات المتبعة من طرف النظام، والتي عمقت معاناة المواطنين بفعل ارتفاع الأسعار وتدهور القوة الشرائية و تزايد أعداد العاطلين وخصوصا من الخريجين والمسرحين من شركات القطاع الخاص ومن المؤسسات العمومية، كما فشلت في توفير الأمن للمواطنين في منازلهم وأسواقهم، والذين تظاهروا أكثر من مرة في مشهد غير مألوف للمطالبة بتأمينهم ضد عصابات الجريمة والسطو.
ولقد كان حزبنا – يقول الدكتور الصوفي - في مقدمة المدافعين عن مصالح المواطنين والمطالبين بحل مشاكلهم، كما كان منتخبوه تحت قبة البرلمان الصوت الأبرز والأقوى والأكثر كشفا لأخطاء سياسات الحكومة وعجزها، كما كانوا الأكثر مساءلة للوزراء حول مختلف القضايا التي تمس حياة المواطن ومصلحة الوطن.
الدكتور الصوفي قال إن هذه الدورة تنعقد في ظل استمرار الأزمة السياسية وتصاعد الخطاب الفئوي والانفصالي، وتزايد المخاطر التي تواجه أمن البلاد واستقرارها، وهي الأمور التي تصاعدت حدتها بعد الحوار الأخير الذي أجراه النظام في غياب أكبر الكتل والأحزاب السياسية المعارضة في البلاد، والذي بدل أن يسهم في التقريب بين مكونات المشهد الوطني، ويستجيب لمطالب المعارضة في توفير الشروط الضرورية لحياة سياسية طبيعية ومتكافئة الفرص، فضل التركيز على تعديل الدستور وتغيير رموز البلد، التي أصبحت تشكل جزء أساسيا من هويته وتاريخه، في أجواء غير توافقية، وهي أمور بطبيعة الحال مرفوضة ليس فقط من طرف المعارضة بل أيضا من طرف الكثيرين داخل صفوف الموالاة.
ولقد عبر حزبنا –يقول الدكتور الصوفي - عن موقفه من هذا الحوار ومخرجاته ضمن الموقف المشترك للمنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة الذي أعلنه في حينه، وفي هذا الصدد فإننا نجدد انفتاحنا الدائم على أي حوار جاد وصادق تتوفر للأطراف المشاركة فيه الضمانات الأساسية المطلوبة، ونرى أن ذلك هو المخرج الأمثل من الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد منذ سنوات.