قبل عشر سنوات ، وفي أول أيام عيد الأضحى المبارك، وفيما كان العراقيون والعرب والعالم يستقبلون عاما جديدا، بعد عام 2006 الذي ملأته المقاومة العربية في لبنان وفلسطين والعراق بانجازات تبقى موضع اعتزاز كل حر وشريف،قامت إدارة دولة كبرى ومعها شركاء وعملاء باغتيال رئيس دولة عربية بعد محاكمة صورية عرف من خلالها شعبه ،كما عرف من خلال وقفته الشجاعة أمام حبل الإعدام، أي نوع من الرجال كان صدام حسين.
واليوم وبعد 10 سنوات على تلك اللحظة الأليمة لأبناء الأمة، والمذلة لكل من ساهم بتواطؤه وصمته في صناعة تلك الجريمة الكبرى،إلا يحق لنا أن نطرح بعض التساؤلات القاسية :
1-هل باتت أحوال العراق والعراقيين والعرب المسلمين أفضل بعد 10سنوات على إعدام الرئيس الشرعي للعراق وبعد14 عاما على غزو العراق واحتلاله؟
2-هل بات وضع العالم كله أفضل بعد غياب صدام حسين كما كان يردد دوما مجرمو الحرب بوش وبلير وشركاؤهما وعملاؤهما في معرض تبريرهما لجريمة الاغتيال.؟
3-لماذا أعلن الرئيس الأميركي بوش الابن لحظة اعتقال الرئيس العراقي في ديسمبر 2003 انه سيعامل “كأسير حرب” ثم انقلب الاحتلال على تعهداته واغتال الرجل بعد 3 سنوات من سجنه وبعد أن رفض الرجل كل عروض المحتل للإفراج عنه، بل لإعادته رئيسا ،إذا قبل شروط المحتل وعلى رأسها وقف المقاومة المتنامية ببسالة في بلاد الرافدين؟
4-هل نجح اغتيال الرئيس في إضعاف مكانته، وإلغاء موقعه، لدى أبناء شعبه وأمته وأحرار العالم، أما أن اغتياله ،وبالطريقة التي تم بها، قد حوله رمزا من رموز الأمة والعالم تتصاعد مكانته يوما بعد يوم حتى عند الكثير من معارضيه؟
6-إذا كان من حق كل مواطن أو سياسي داخل العراق أو خارجه أن يعارض صدام الحاكم أو يعترض على سياساته وممارسات نظامه، ألا يصبح من واجب أي مواطن أو سياسي اليوم أن ينصف رئيسا وقائدا دفع حياته في مواجهة من احتل بلاده، وان يترفع عن كل أحقاد أو انفعالات ساقتها إليه ظروف الصراعات القاسية التي عاشها العراق والمنطقة؟
7-هل يستطيع عاقل أن ينكر إن ما أصاب العراق من حصار وغزو واحتلال وفتن وخراب ودمار منذ الغزوة الأميركية الأولى عام 1991، حتى احتلاله عام 2003، كان المدخل الطبيعي لما شهدته المنطقة كلها من فتن وقتل وخراب ودمار وتوترات طائفية ومذهبية وعرقية وان الخروج النهائي من هذه الحالة المدمرة إنما يبدأ من العراق عبر ما أسميته عام 2003 (بعد انتخابي في صنعاء أمينا عاما للمؤتمر القومي العربي) بالرباعي الذهبي “مقاومة،مراجعة، مصالحة ،مشاركة” وقد بات اليوم رباعيا صالحا لمعالجة كل أزمات المنطقة؟
8-إلا تستحق تجربة الرئيس الشهيد من الجميع ، مؤيدين ومعارضين، دراسة عميقة وموضوعية خالية من الأهواء والأغراض والمصالح الصغيرة من أجل استخراج ايجابياتها لتطويرها والاستفادة منها والتعرف على سلبياتها لتجاوزها وتجنب تكرارها؟
رحم الله الرئيس الشهيد الذي واجه الإعدام وهو ينطق بالشهادتين وبحب العراق وفلسطين والأمة العربية.، فبقي ذكره خالدا بين أبناء أمته وأحرار العالم .
معن بشور