مع بداية عام ٍ جديد وانقضاء عام ,هي رغبات ٌ وأمنيات إذ لطالما تكررت على لساننا مراراً وتكراراً نجدد فيها الأمل بانجلاء الهموم والسموم التي عصفت بالبنية الفكرية للمواطن العربي ونسفت تاريخاً وتراكماً من القيم والمبادئ التي كانت راسخة ومختزنة في موروثه الثقافي والقيمي .
مع بداية العام نمني النفس بأن يكرمنا الله عز وجل بالتحرير والعودة إلى سيدة الأرض أم البدايات، أم النهايات ,إلى وطننا الأغلى فلسطين ,فالأفواه يقتلها الشوق للثم التراب , والنفوس تتوق لمعانقة كل حجر من حجارتها , ومغازلة الطبيعة الساحرة , ونظم القوافي , والصلاة في رحاب أولى القبلتين وثالث الحرمين .
في السنة الجديدة , هي صيحة ٌ نطلقها لرجال الله وحملة الحق وأصحابه على الأرض الفلسطينية , بأن يبقى السلاح صاحياً يحمي الأرض ويصون العرض , يخط بأزيز رصاصه كل لوحات البطولة والتضحية ويعزف ترانيم العشق للأرض ,وألحان الانتماء للوطن, يظل على العهد, بأن لاتنام العيون وأن لا يفت عضده ما أريد له من أحمال ٍ وشرور , وأن يواجه بيقين النصر كل ما يحيط به وما يراد له من مؤامرات ٍ تستهدف وجوده وبقاءه وكيانه الفلسطيني .
مع بزوغ فجر أول يوم من أيام العام الجديد نرفع الأكف ونتضرع إلى الله بأن يرفع عنا ما أصاب بلادنا من غرابة المشاهد وكآبة المصير , إذ تنهمر الدماء ولاتزال مدراراً على أرض الشام , كنانة النبي وخير منازل المسلمين ,سائلين الله أن نراها معافاة ً شامخة ً كشموخ قاسيون, منتصرة وقد رمت أعداءها وكل من أراد بها سوء, بسهم من سهامها المباركة , فهذي الشام كانت وستبقى عصية على السقوط , تلفظ الغرباء , تسمو فوق كل الموبقات , تعلو فوق كل شرور وخطايا الفاسدين والفاجرين والمنافقين والمتربصين والمعتاشين على قوت الشعب , كيف لا وهي عنوان النقاء وأكاليل الإيمان وأرض الياسمين. في العام الجديد نطلق الأمنيات بأن تعود البوصلة إلى وجهتها التي أوغلت بعيداً خلف الشمس, في شذوذها وانحرافاتها , وقد طفحت بسيل ٍ من التشوهات والانقسامات والهزات العنيفة فأصابتنا الارتدادات والتداعيات في مقتل , هي أمنية ولا كل الأمنيات تستحضر آمال الملايين , وصرخات الثكالى , وآهات اليتامى , بأن تعود الثورات إلى سابق عهدها , وأن يزغرد الرصاص في جبهته , فيكون للانتصار طعمه المميز , وللأمجاد حضورها الفريد, وللعز أيامه الخوالي, وأن تغادر الوعود إطارها النظري، وتالياً معاً وسوياً للاحتفال في الجليل والصلاة في القدس.
من سورية إلى فلسطين مروراً بلبنان, ومن اليمن إلى مصر فليبيا وتونس نطلق الآمال بعودة الاستقرار إلى ربوع الأراضي العربية , وقد توحدت الرؤى , واستطالت الإرادات , واندثرت المؤمرات , وولى الإرهاب الإسرائيلي الأمريكي الداعشي القاعدي , منكفئاً مهزوماً, إلى غير رجعة.
الدكتور محمد بكر