العنقاء الإيرانية التي انقذت حكومات الخليج ونبوءة القرضاوي للاسد التي تحققت بسرعة | صحيفة السفير

العنقاء الإيرانية التي انقذت حكومات الخليج ونبوءة القرضاوي للاسد التي تحققت بسرعة

أربعاء, 04/01/2017 - 11:36

أسطورة العنقاء الفارسية أخرت زحف الربيع العربي نحو دول الخليج وحققت مكاسب للغرب وإسرائيل عقب هزيمة الجيش الإسرائيلي من حزب الله وطرده من جنوب لبنان في 2006 والموقف المتخازل الذي اتخذته الحكومات العربية وما يعرف بمحور الإعتدال وبالمقابل الموقف المنفرد للرئيس السوري بشار الأسد الداعم للمقاومة، وقتها زار القرضاوي لبنان وهنأ حزب الله بالنصر ثم عرج القرضاوي على سوريا وإلتقى الرئيس بشار الأسد وفي لقاء مع القرضاوي بثة التلفزبون السوري تنبأ القرضاوي بأن الرئيس بشار الأسد (سيتعرض لمؤامرة لانه قال لا للتأله الأمريكي) حسب قول القرضاوي، ولكن مع إعلان وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة “كوندليزا رايس″ ميلاد الشرق الاوسط الجديد، غير الشيخ القرضاوي رأيه من حزب الله ومن الرئيس بشار وأصبح من أقوى المحرضين على إسقاط الرئيس بشار والمفارقة أنه قبلها تنبأ بان الرئيس بشار سيتعرض لمؤامرة!!.

وعندما إجتاح ما يسمى بالربيع العربي منطقة الشرق الاوسط وكان من أقوى الشعوب المتوقع ثورتها هي شعوب دول الخليج التي لا حظ لها في الديمقراطية وتحكم من ملوك وأمراء بالقمع والكبت ويسجن المواطن أكثر من عشرة سنوات بسبب تغريدة على تويتر!!

عندها كان لابد للمخابرات الغربية من إيجاد وسيلة لتثبيت هذه الحكومات وحمايتها من ثورة الشعوب وذلك لأن هذه الحكومات موالية للغرب بشكل كامل ومن مصلحة المخابرات العالمية إستمرار هذه الحكومات الخليجية، فإبتكرت المخابرات فكرة شيطانية وهي إدعاء هذه الحكومات الخليجية أنها تخوض معركة مقدسة لحماية الدين من العنقاء الإيرانية، فتمت شيطنة إيران وبث الفتنة الطائفية بالقنوات الفضائية الخليجية وذلك لإظهار الحكومات الخليجية بأنها تقوم بعمل مقدس يستدعي وجودها وإستمرارها وليتم قمع أي صوت معارض ينادي بالتغيير ووصفه بالكفر والتشيع وبانه عميل ينتمي لمعسكر الكفر الذي شيطنه الإعلام عبر القنوات الفضائية ورسائل الواتساب وتغريدات تويتر برجم العقول بكم هائل من الرسائل والفيديوهات المفبركة التي تختلق معارك وتشيطن فريق، فتم بهذا توجيه نظرة الشعوب الخليجية وإستنفاذ طاقتها الفكرية نحو عدو وهمي وهو عنقاء إيرانية قادمة ليهدم الكعبة!! مما يستدعي تأجيل أي تفكير في الثورة حاليا وتوحيد الجبهة الخليحية الداخلية والإصطفاف خلف هؤلاء الملوك الأبطال الذين يقاتلون العنقاء!! (ولا صوت يعلوا فوق صوت المعركة مع العنقاء) وبالفعل صدقت الشعوب أن حكامها يخوضون معارك مقدسة وصرفت النظر عن أي تغيير وتقبلت سياسات التقشف التي تبنتها حكومات الخليج.

وحققت أسطورة العنقاء فوائد لعدة جهات أولها الكيان الصهيوني بصرف النظر عنه وحققت للدول الاوروبية مكاسب إقتصادية من بيع السلاح وحققت للحكومات الخليجية تأجيل الربيع العربي وإستمرارها في الحكم عن طريق قمع أي صوت معارض لهذه الحكومات وتكفيره بحجة أنه متآمر على الإسلام يساند العنقاء التي تنوي هدم الكعبة المشرفة.

ولكن الى متى ستستمر هذه الأسطورة كوصفة سحرية حققت فوائد للتحالف الثلاثي؟؟

عبدالله محمد الحسن