وصف الرئيس السوري بشار الأسد السياسية الفرنسية الحالية بأنها منفصلة عن واقع الحرب في سورية وساعدت على تأجيج الصراع عبر دعمها للتنظيمات ارهابية .
جاء ذلك خلال استقبال الرئيس السوري بشار الاسد وفداً فرنسياً يضم 3 أعضاء من الجمعية الوطنية الفرنسية ومجموعة من المثقّفين برئاسة تييري مارياني عضو الجمعية الوطنية الفرنسية .
وقال الأسد بحسب بيان رئاسي سوري نقلته وكالة الأنباء السورية (سانا) للوفد الفرنسي إن “سياسة باريس الحالية منفصلة عن واقع الحرب في سورية وساعدت على تأجيج الأوضاع عبر دعمها للتنظيمات الإرهابية التي أصبحت تشكل تهديداً ليس فقط على شعوب منطقتنا بل على شعوب الدول الغربية، وهو أمر لا يصب في مصلحة أحد وخاصة الشعب الفرنسي”.
واطمأن الرئيس الأسد على سلامة الوفد “الذي تعرّض بالأمس لاعتداء إرهابي قرب مطار حلب، وأكد أن الشعب السوري يتعرّض منذ بداية الحرب على سورية لاعتداءات مماثلة من قبل التنظيمات الإرهابية المدعومة من دول إقليمية وغربية وأدت إلى وفاة عشرات آلاف من السوريين وتدمير البنى التحتية في البلاد”.
وبين الأسد أن زيارة أعضاء الوفد إلى سورية ومشاهداتهم خلال تحركاتهم وخاصة في حلب من شأنها أن تساعدهم في تكوين آراء واقعية حول جرائم الإرهابيين بحق الشعب السوري.
من جانبهم أشار أعضاء الوفد الفرنسي إلى أن ما شاهدوه في زيارتهم يؤكد وجود تحسن كبير في الأوضاع على الأرض مما يثبت قدرة الشعب السوري وجيشه على استعادة الأمن والاستقرار والصمود في مواجهة الإرهاب.
من جهة اخرى قال نائب فرنسي لوكالة فرانس برس الاحد ان الرئيس السوري بشار الأسد أعرب عن “تفاؤله” حيال المحادثات المرتقبة نهاية الشهر الحالي في استانا معلنا استعداده للتفاوض مع نحو مئة فصيل معارض.
وأوضح تييري مارياني أن الأسد أعلن خلال لقاء استمر اكثر من ساعة مع ثلاثة نواب فرنسيين أنه “يعول كثيرا” على لقاء آستانا وأنه “مستعد للحوار” مع 91 فصيلا معارضا.
ويستثنى من تلك المحادثات تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا).
ونقل مارياني عن الأسد قوله “أنا متفائل. أنا على استعداد للمصالحة شرط القاء أسلحتهم“.
وإضافة إلى ذلك، اعتبر الرئيس السوري أن تركيا “دولة هشة” بسبب سياسة رئيسها رجب طيب أردوغان، متهما إياها بأن لديها “سجناء سياسيون أكثر من كل الدول العربية مجتمعة“.
وبحسب مارياني، فإن الأسد قال إنه لا يمكنه الوثوق بأردوغان الذي يبقى “اسلاميا“.
وردا على سؤال من النواب حيال تشكيك محتمل من الإدارة الأميركية الجديدة بالاتفاق مع إيران حول برنامجها النووي، قال الأسد انه “يعتقد بواقعية” الرئيس المنتخب دونالد ترامب.
واتهم الرئيس السوري فرنسا باتباع سياسة النعامة، مؤكدا أن هذا البلد لم يعد آمنا كما قبل، مشيرا الى ان سوريا وفرنسا تواجهان “العدو نفسه“.
وعند سؤاله عن الفظائع التي ارتكبها النظام، اعتبر الأسد أنه لا يوجد حرب نظيفة، مقرا بأن هناك “فظائع ارتكبت من كل الأطراف“.
ونقل مارياني عن الأسد قوله إنه “كان هناك ربما بعض الأخطاء من جانب الحكومة، هذا يؤسفني وأنا أدينه“.
وزار النواب اليمينيون مارياني ونيكولا دويك وجان لاسال الجمعة مدينة حلب التي استعادها الجيش السوري مؤخرا، تعبيرا عن “تضامنهم مع مسيحيي الشرق” بمناسبة الاحتفال بعيد الميلاد لدى الطائفة الأرمنية.