النزاع علي ملكية تيران وصنافير جاء في غير وقته حيث يسود ًالتفاهم والتراحم بين الشعبين كان ولا زال قويا وحيويا بينهما وقد فوجئنا بسرعة إخراجه من الأدراج بعد عقود من سكوت الإخوة من الشعبين ولم يكن اثارته في هذا الوقت الذي تمر به الامة باخطر الأزمات وتحاك لها مؤامرات التقسيم والتفتيت وتأجيج الفتن الطائفية والعرقية الحمقاء بين أبناء الوطن الواحد و الدين الواحد لنقتل بَعضُنَا بعضا.
هناك نقاط غامضة لاختيار هذا الوقت بالذات التي تعاني فيه مصر من أزمات وحالة من عدم الاستقرار لم تشهدها مصر من قبل وهناك صراع لم ينتهي مع العدو الصهيوني الذي يعتبر مضيق تيران منفذا حيويا يهدد وجوده.
وجاءت معاهدة السلام لتزيد الموقف تعقيدا عندما تنازلت مصر عن حقوقها السيادية في سيناء وفازت اسرائيل بحرية الملاحة في مضيق تيران مما اطاح باهمية الجزيرتين وحرم العرب من قدرات استراتيجية كبري.
وفِي مصر معظم الظن ان المصريين قد وانتهى الفرصة لمهاجمة النظام فكانت المظاهرات مستعرة ضد واحدة من ابرز التحركات الحماسية غير المدروسة من جماهير الشعب ضد شكل تناول النظام للامر اكثر ما ان يكون موجها للاخوة المصريةالسعودية ورود من التوتر مواجهة النظام لها بالقمع والحبس.
وفِي التحليل الهادئ للنزاع يتضح لنا الجزيرتين القاحلتين التي لا يسكنهما بشر وليس لديها اي موارد معدنية لا يستحقان احتقان العلاقات بين البلدين الشقيقين
ولقد صدر بشأنهما حكم قضائي بات فوجئ به النظام ولا يستبعد ان يتجاهله النظام في مصر.
لكل هذه الملابسات والتحليل المتعمق للازمة يتضح بكل جلاء ان هناك خطأ في التناول وفِي التوقيت.
عشتم لنا اخوتنا واخواتنا في السعودية وهذه سحابة صيف ستذوبها شمس الإخوة والتصداقة الأزلية بين البلدين العربيتين أيا كانت تصرفات الرسميين بشأنها
السفير إبراهيم يسري