تجسد مبادرة الجمهورية الإسلامية الموريتانية التي قادها رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز بغية التوصل إلى تسوية سلمية للأزمة التي تعيشها الشقيقة غامبيا منذ إعلان نتائج الإنتخابات الرئاسية الأخيرة مظهرا من مظاهر قوة التأثير والحضور الدبلوماسي الذي باتت تتمتع به بلادنا ، حيث تعتبر المبادرة بحد ذاتها و بعض النظر عن نجاحها من عدمه خطوة قيمة تستحق الإشادة و التنويه و تعكس بجلاء اهتمام الدولة بأمن و مصالح مواطنيها و الوقوف إلى جانبهم كلما كان هناك ما يهددهم كما حدث إبان الأزمة الليبية .
ولا شك أن التنقل و الوقوف إلى جانب رئيس الدولة الشقيقة في وقت التهديد بالتدخل العسكري و الحصار المفروض عليه و على بلده يعتبر رسالة واضحة وصريحة تؤكد وفاء الجمهورية للشريك الوفي و الحليف الصادق. أما أن يقود الرئيس شخصيا هذه المبادرة و يقدم تصورا واضحا لبنودها ويقنع قادة دول أخرى بتبنيها و يسعى بين أطراف النزاع شارحا و موضحا و مدافعا عن تصور و اقتراح يحفظ لكل طرف حقه و يضمن لبلد شقيق سيادته و يحقن دماء أهله و يصون مصالحهم فهذا يعكس بجلاء المسؤولية و الحرص على مصلحة البلد الشقيق و سلامة شعبه .
و بنجاح المبادرة تكون موريتانيا قدمت بجلاء مثالا و نموذجا يحتذى للشريك الوفي النصوح الصادق حيث أظهرت في هذه المبادرة و إبان الأزمة حرصها على الشريك دون الإكتفاء بتسجيل النقاط فموريتانيا كانت من أول البلدان التي بَارَكْت نجاح الرئيس المنتخب و عند احتدام الأزمة واكبت الحدث بما يصلح ذات البين في إطار الشرعية و السلام و هذا يعتبر خير دعم للشعب العزيز في غامبيا و للقيادة الجديدة لبداية مشروعها في ظل مصالحة و سكينة
عاشت موريتانيا و هنيئا لفخامة الرئيس على هذه المبادرة و مزيدا من الرقي للشقيقة غامبيا