سوريا في عام 2017 إلى أين؟ | صحيفة السفير

سوريا في عام 2017 إلى أين؟

اثنين, 23/01/2017 - 12:28

بات محسوماً وبشكل واضح أن عجلة الحل السياسي في سوريا عادت إلى الدوران من جديد ، وبمقدار ما يدعو هذا الدوران إلى التفاؤل يدعونا أيضا إلى التساؤل ، عن كثير من القضايا والأحداث المرتبطة بالشأن السوري.

من دون أدنى شك ، جميع الأطراف من نظامٍ ومعارضة وفصائل كذلك يتحدّثون عن جنيف كمرجعية الحل في سوريا، لكن لا أحد يريد فكّ طلاسم هذه المرجعية ويفسّرها تفاوضياً بحسب مقاييس ومصالح الشعب السوري من أجل إيجاد قواسم مشتركة تؤسّس لذلك لبدء مرحلة الحل. 

 

 

 

ولعل " مؤتمر أستانة " هو أول محطات قطار الحل السوري في عام 2017 ، وإذا كان حضوره مقتصراً على ممثلين عن الفصائل العسكرية المعارضة ووفد من حكومة النظام السوري ، فلا بدّ  من أن نتوقّف كثيراً وكثيراً عند ظروف تلك الهدنة واتفاق وقف إطلاق النار الذي تم توقيعه في أنقرة بين هؤلاء وبرعاية روسية تركية، وبضمانات أيضاً،  وهذه الهدنة تمنع سيلان المزيد من الدماء السورية التي تسقط هنا وهناك بسبب هذه الحرب المستعرة ، إذّ يدفع المدنيون العُزّل النصيب الأكبر من فاتورة الموت اليومية في سوريا من دون جريمة أو ذنب. 

 

 

 

و المطلوب من الطرفين المتفاوضين في " أستانة " أن يضعوا نصب أعينهم مصلحة السوريين بإيجاد وخلق بل وحتى فرض الحل الشامل والعادل لأن الخاسر هو الوطن والرابح هو الفوضى وهم الانتهاريون ، فالسوريون اليوم بحاجة إلى من يمنحهم فرصة العيش في بلدٍ آمن مستقر ، لا مكان للاستبداد والقمع والإرهاب فيه ، ولا صوت يعلو فيه على صوت الديمقراطية ونظام الحكم المدني التعددي . 

 

 

 

ولمشاركة الأمم المتحدة بشكل مباشر في مؤتمر " أستانة " دلالة إيجابية على احتضان هذا المسار والبناء عليه خصوصاً وأن مفاوضات جنيف على الأبواب في الثامن من سباط/ فبراير كما أعلن دي مستورا نفسه ، والمنظمة الدولية برمّتها على موعد أيضاً مع مشروع إصلاحي كامل للعمل الدولي أعلن عنه وتحدّث الأمين العام الجديد للأمم المتحدة " أنطونيو غوتيرس ".

 

 

 

وفي ما يخصّ وصول إدارة الرئيس الأميركي " دونالد ترامب " للسلطة في الولايات المتحدة ، وكون ترامب نفسه قادم من عالم المال والأعمال، ولهذا العالم خصوصية إيجابية أحياناً في التعاطي السريع والفعّال مع المطالَب والمتغيّرات ، كما أن له معايير سلبية ترتبط بجوانب أخرى ، فلا ضير لو قلنا إن هذا الرئيس الجديد لأميركا ، قادرٌ على رأب الصدع الدولي حيال سوريا إن هو أراد ، و بإمكان إدارته أن تلعب دوراً سياسياً رئيسياً يضمن إنجاح السيناريو الوطني السوري المتمثّل بوحدة الأرض ونبذ التقسيم والتداول الحقيقي والسلمي للسلطة و وقف الحرب ومكافحة الإرهاب وخروج وإخراج كل الميلشيات الأجنبية التي عاثت في سوريا فساداً وقتلاً 

وإذا كان من كلمة أستطيع أن أختم بها مقالتي القصيرة هذه ، لابدّ من أن أقول وبصراحة شديدة ، الجواب على هذا السؤال الذي عنوّنت به المقالة " سوريا عام 2017 إلى أين ؟ " لا قدرة لي ولا لغيري على ذكره بمقالٍ هنا أو عبارة هناك ، لكنني أستطيع الجزم بحقيقة مفادها أن سوريا في طريقها نحو الحل ، لأن المصالح الروسية التركية على الأقل في هذه المرحلة تلاقت على ذلك ، ولا ينكر أحدٌ أن هذين البلدين هما الأكثر تأثيراً على النظام والمعارضة في ظل صمت عربي ، وتراجع أوروبي ، وترقّب دولي ، أما الوعي السياسي الواقعي لدى السوري الحزين على بلده فيقول : في الحروب الجميع يخسر ، والخراب وحده ينتصر .  

عبد الجليل السعيد