أمريكا والارهاب ومنظمة التحرير (سابقاً).. | صحيفة السفير

أمريكا والارهاب ومنظمة التحرير (سابقاً)..

سبت, 04/02/2017 - 12:19

يعرف الجميع أن الارهاب له مكونات و اسباب كثيرة و لكنها لم تكن لتتفاعل عناصره الا بمفجر و صاعق بعد توافر الظروف . لقد كان لامريكا الدور الاكبر في هذه الصناعة و تسويقها و تجنيد من ترى انه مناسب للدور و لقد صنع خيراً الرئيس ترامب حين كشف مستور الانظمة العربية ودورها حين قرر منع مواطني 7 دول اسلامية جلها عربية من دخول الولايات المتحدة فنطقت بلابل و غربان العرب مؤيدة لذلك حرصاً على ارضاء السيد ترامب و البعض اكتفى بالصمت موافقة و خشية .

و عود على بدء الم تكن امريكا و اسرائيل سادة الارهاب و صناعته من النكبة و حتى الأن فعلاً و استغلالاً فالارهاب لم ينشأ من 11 سبتمبر بتفجير برجي التجارة في نيويورك او من قيام دولة داعش ولكنها فكرة متأصلة و ممنهجة ودليلي على ذلك مأ سأرويه عن بعض مواقف الادارة الامريكية و فلسطين فبعد قيام اوسلو 1993 و توقيعه في البيت الابيض رفضت الادارة الامريكية تغيير موقفها بعد التوقيع بالغاء التشريع الذي يعتبر المنظمة منظمة ارهابية و الغريب ان الموقف الاسرائيلي كان متقدماً نسبياً عن الموقف الامريكي و ربما كان ذلك تقسيم ادوار ليس الا .

و يا للعجب ، هاكم القصة كما جرت لقد رافقنا الرئيس المرحوم ابو عمار للولايات المتحدة مع وفد كبير لوضع اسس التعامل مع الادارة الامريكية بعد قيام السلطة و التي كانت في البداية وليدة المنظمة و بالتالي كانت المنظمة مرجعية السلطة ( حتى انقلب الحال ) .

لقد كان احد اهداف الزيارة الغاء تصنيف المنظمة كمنظمة ارهابية و بهذا الخصوص كان هناك اجتماع من الجانب الفلسطيني برئاسة الدكتور نبيل شعث و حسن عبدالرحمن مدير مكتب المنظمة في واشنطن و انا و بعض الاخوة اذكر منهم الاخ معن عريقات مدير المكتب حالياً و الذي يهدد بالطرد و اغلاق المكتب اذا توجه الفلسطينيون الى المحكمة الجنائية الدولية مع انه مكتب مؤقت يجدد له كل ستة اشهر

و في مبنى الخارجية الامريكية كان اللقاء مع وفد امريكي طويل عريض استهل اللقاء الاخ حسن عبدالرحمن بالطلب بالغاء التشريع الخاص بالمنظمة و شرح باستفاضة البعد السياسي و تغير الظروف و الاحداث بعد اوسلو و تلاه د. نبيل شعث بنفس المطلب و ركز على ان تتقدم الاداراة الامريكية للكونجرس مشروع قرار بالغاء القرار السابق .

لقد كان المعيار بالنسبة لي لاختبار الجدية هي قضية المناضل العراقي ابوالوليد و هو شخص انضم للثورة تحت راية المنظمة و ابلى بلاءاً حسناً و قبض عليه في ايطاليا بمؤامرة و رحل الى امريكا و حكم عليه بالسجن لمدة ثلاثون عاماً منها خمسة اعوام للفعل المنسوب له و خمسة و عشرون عاماً كونه عضواً بمنظمة التحرير و كان قد مضى على حكمه ما يقارب من ثمانية اعوام كان يتولى اثارة قضيته دكتور اسعد مبارك الذي ابعد عن القدس و بالتواصل مع ابوالوليد اتفق ان يقدم طلب اعفاء من العقوبة بعد ان استجدت ظروف اوسلو خاصة ان رموز المنظمة و رئيسها ياسر عرفات كانوا زواراً على امريكا الا ان الرد كان سلبياً و وقحاً بأن ارتكز على ان المنظمة هي تنظيم ارهابي و كان معي نسخة من الرد و بعد مداخلة الدكتور نبيل و الاخ حسن توليت الحديث قائلاً اذا كان هذا الرد من وزارة العدل يصنف المنظمة ارهابية فعلي اي اساس نحن هنا و نحن اعضاء في منظمة التحرير و كيف تجلسون مع ارهابيين اما حديثكم انه لا توجد اغلبية في الكونجرس لتغيير القرار مع ان معظمهم حضروا توقيع اوسلو في البيت الابيض فهو كلام فارغ و اضفت قائلاً اننا نتابع كفلسطينيين نشاط الكونجرس منذ زمن طويل و تذكرون حين عاد الجنرال ايزنهاور الى امريكا بعد ان هزم النازي في الحرب العالمية الثانية و القى خطاب النصر لم يصفق له الكونجرس وقوفاً ستة عشر مرة كما فعل ل نتنياهو و لقد تابعنا انشغال الكونجرس شهور طويلة و بمصاريف فاقت 55 مليون دولار باسعار ذلك الوقت التحقيق مع الرئيس كلينتون في فضيحة غرامية .

و هنا تكهرب الجو و حاول دكتور نبيل تنبيهي بانني تماديت فاستمريت قائلاً هذا ابتزاز من دولة كبرى لشعب مناضل و مظلوم و هو موقف غير مقبول وغير اخلاقي و تركت الاجتماع وسط دهشة الجميع و اعتقد ان المحضر لا يزال موجود مع الاخ معن عريقات لان هو من كتبه .

و ابلغ الرئيس ابو عمار بما جرى و لم يسألني عن التفاصيل وشعرت انه راضي و لكنه قال لا تنسى يا فريح ان الملف الفلسطيني بين يدي خمسة صهاينة يهود ” دنيس روس ، ارون ميلر ، مارتن أندك ، و وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت ، ولا اذكر الخامس″ و انتهى المشهد و لكن اذكر تعقيب من الصديق المرحوم خليل فوطة من مكتب المنظمة بعد ان خرجنا قائلاً أنهم يعاقبون و يحاسبون بأثر رجعي على البدايات كيف تجرأ الفلسطينيون بانشاء حركة تحرر وطني ولا يهمهم الأن الحاضر اوالمستقبل الا ما يخص مستقبل اسرائيل و سبحان مغير الاحوال فلقد قضت السلطة على المنظمة و صهين ترامب الملف و الادارة و على الشعب ان يبدأ من جديد رغم انف امريكا وترامب .

ولا نامت اعين الجبناء

فريح ابو مدين