لا احبذ الحديث عن الأشخاص ولا اسعى من وراء ـ هذه الاطلالة ـ الى التهليل لرجل، وإن كنت قد تعرفت عليه منذ فترة، رغم ما يتحلى به من خصال حميدة ليس أقلها التواضع ودماثة الأخلاق، بقدر ما أحاول تبيًين بعض المفارقات في طريقة التعاطي مع رموز السياسة ممن يحسبون على النظام.
ولأنه من المُسلمات أن يستفيد داعمو النظام من المناصب والامتيازات خصوصاً إذا ما كان من بين أولئك الداعمين شخصية قيادية في الحزب الحاكم وأحد الاسماء الشابة التي قادة حملة رئيس الجمهورية إبان رئاسيات 2009، إلا أن المهندس احمد جدو ولد الزًين ظلً على "الهامش" مقارنة بمجهوداته السياسية التي بذلها في مناطق من العاصمة نواكشوط، ظلت الى وقت قريب معاقل وحصون منيعة للمعارضة، وكانت عودتها لحضن النظام بمثابة الانتصار الأكبر.
ليس من الانصاف أن يجد شاب يمتلك مؤهلات علمية كبيرة وحنكة سياسية تُقاس بحكمة الزعماء، حبيس دهاليز قطاع وزاري "بائس"، في وقت توزع فيه المناصب السامية وبسخاء بالغ على وافدين جدد لا يمتلكون من المؤهلات ما يخول لاحدهم شغل منصب بواب في منزل مهجور..!
وإذا ما عدنا قليلاً إلى السياسية خصوصاً في مقاطعة توجنين، وهي إحدى المقاطعات الثلاث التابعة لفدرالية الحزب الحاكم على مستوى نواكشوط 3 التي يديرها ولد الزين، فإن انتزاع منصب عمدة المقاطعة من "فم الأسد" إن صحً التعبير، وبعد شدً وجذب كان حديث الساعة وقتها، يعود الفضل فيه للمهندس احمد جدو ولد الزًين، الذي استطاع أن يفرض مُرشح حزبه ويؤمن له الفوز بعد ذلك، على الرغم من عدم وجود ارضية توافقية بين قيادات الحزب ومنتسبيه في المقاطعة.
وبغض النظر عن ما أصفه أنا شخصياً بالإقصاء أو "التًناسي" من طرف النظام في حق ولد الزًين، فإن الرجل واصل العمل دون كلل أو ملل، وهو اليوم ينافحُ عن خياره السياسي والنظام الذي يمنحه كامل الثقة والولاء عبر صفحات التواصل الاجتماعي بكل احترام ومسؤولية ، وكأن لسان حاله يقول: "سأبقى على العهد ما حييت".
سيدي محمد ولد صمب باي