أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس، أن القوات الحكومية السورية باتت على بعد 20 كيلومتراً من تدمر، في محاولة منها لإعادة السيطرة على المدينة الأثرية الخاضعة لسيطرة تنظيم «داعش»، وتحدثت وسائل إعلام روسية عن إرسال كتيبة من الشرطة العسكرية الانغوشية إلى سوريا، في وقت اندلعت اشتباكات عنيفة بين فصائل مسلحة مع هيئة تحرير الشام التي تهيمن عليها جبهة النصرة في ريفي حماة وإدلب شمالي سوريا، فيما قتل الجيش التركي 30 مسلحاً تابعاً لتنظيم «داعش» خلال ال24 ساعة الماضية في إطار عملية (درع الفرات).
وأوضحت الوزارة في بيان، أن المقاتلات الروسية شنّت أكثر من 90 غارة ضد مواقع الجماعات المسلحة بالمنطقة على مدار الأسبوع الماضي، ما ساعد القوات السورية على مواصلة زحفها نحو المدينة والوصول حالياً إلى مسافة تبعد 20 كيلومتراً عنها. وأشارت إلى أن مسلحي تنظيم «داعش» نقلوا إلى تدمر كميات كبيرة من المتفجرات «بهدف تدمير أكبر عدد ممكن من الآثار التاريخية» في المدينة قبل انسحابهم منها. وبثّ الجيش الروسي أمس تسجيلات فيديو جديدة لعمليات تدمير إرهابيي «داعش» مواقع أثرية في تدمر. وتظهر أشرطة فيديو صوّرتها طائرات بلا طيار تدمر في 6 يونيو/حزيران 2016 حين كانت المدينة تحت سيطرة السلطات، ثم في 5 فبراير/شباط 2017 عندما باتت تحت سيطرة الإرهابيين. وتكشف المقارنة عمليات تدمير جديدة في أعمدة التترابيلون المعلم المكوّن من 16 عموداً، ويعود إلى القرن الثالث وكذلك مدخل المسرح الروماني الذي يعود إلى القرن الثاني الميلادي. وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان، «إن هذه المشاهد تظهر بوضوح أن الإرهابيين دمروا خشبة المسرح وهي القسم المركزي للمسرح الروماني القديم وكذلك أعمدة التترابيلون».
ومن ناحيته، أكد مدير المرصد السوري، أن القوات باتت على بعد حوالي 30 كيلومتراً من المدينة. وقال رامي عبدالرحمن مدير المرصد، إن «داعش» خاض خلال الأيام الأخيرة قتالاً شرساً، حيث تمكن من إحباط العديد من هجمات الجيش السوري.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن رئيس جمهورية الأنغوش قوله أمس، إن كتيبة من الشرطة العسكرية الروسية أرسلت من الجمهورية الواقعة في شمال القوقاز إلى سوريا. وقال أونوس-بك يفكوروف، إن الكتيبة ستضطلع بتوفير الأمن لسلاح الجو الروسي و«مركز المصالحة» في سوريا. ولم يتضح على الفور عدد الجنود الذين يشكلون الكتيبة.
في غضون ذلك، قال المرصد السوري إن جماعة جند الأقصى اشتبكت مع جماعة تحرير الشام حول كفر زيتا في ريف حماة الشمالي وقرب التمانعة وخان شيخون وتل عاس في محافظة إدلب الجنوبية. وأكد مسؤول في أحد الفصائل التي تقاتل تحت لواء الجيش السوري الحر الذي لم يشارك في مواجهات أمس وقوع القتال. واتهمت جماعة تحرير الشام في بيان جند الأقصى بالمسؤولية عن العنف والتنسيق مع «داعش» ومهاجمة مقاتليها بتفجيرات انتحارية وسيارة ملغومة.
إلى ذلك، ذكرت رئاسة الأركان التركية في بيان أن قوات الجيش السوري الحر المدعومة من الجيش التركي تمكنت من قتل عناصر التنظيم خلال اشتباكات شمال مدينة حلب السورية. وأضاف البيان، أن مقاتلات الجيش التركي دمرت أيضاً 51 مبنى للتنظيم، فيما قصفت المدفعية التركية نحو 143 هدفاً تابعاً له. - See more at: