لم نعد قادرين على تحمل ما يجري في بلادنا فهل نبكي بالرغم من ان دموعنا جفت من كثرة البكاء فقدمنا قوافل الشهداء الواحد تلو الاخرتحيط بهم الملائكة في موكب مهيب لتحرير فلسطين تنفيذا لقوله جل شانه :- (ومن المؤمنين رجال عاهدوا الله فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا) صدق الله العظيم .ولكن اين هي فلسطين التي ضحينا من اجل تحريرها..؟
نطرح هذا السؤال بعد ان صادقت (الكنيست) البرلمان الاسرائيلي على قانون (شرعنة الاستيطان) في الاراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وذلك باثر رجعي وباغلبية في الكنيست.ومن نتائج هذا القانون ان اسرائيل تستطيع ان تصادر اي ارض تريدها في الضفة الغربية ..لجعلها مستوطنة لليهود وطرد سكانها الفلسطينيين سواء بحجة انها مسوطنة سكانية ..او انها للاستعمال الحربي. فالضفة الغربية كلها اصبحت تحت قبضتهم.. خاصة الاغوار.وسوف تطبق القانون المدني الاسرائيلي ليس على المستوطنين الاسرائليين فقط بل على الاراضي ايضا.طبعا هذا ليس مجرد قانون عادي او عابر مثل مئات القوانين التي صدرت بل انه (اخر مسمار) يدق في نعش المفاوضات العبثي.. التي عشنا فيها منذ توقيع اتفاق( اوسلو) المشؤوم سنة 1993 . واخر الطرق الي الدولة الفلسطينية او الدولتين الفلسطينيتين .فان اسرائيل سوف تصادر اي ارض تعجبها ..وتطرد سكانها.. كما فعلت منذ بدء عملية السلام العبثسية التي بضحكون بها علينا او نضحك نحن على انفسنا..فلا فرق لان النتيجة واحدة .وسوف تجعل من يبقى من الفلسطينيين يعيشون في كانتونات كا قال (هيرتزل) قبل مائة عام عند انعقاد المؤتملر الصهيوني في بازل سنة 1897
. هذا القانون بصراحة يعني ضم الضفة الغربية كلها الي اسرائيل وان كان على دفعات .والمؤلم ما صدر عن مكتب( نتنياهو) رئيس وزراء اسرائيل بانه اخبر الولايات المتحده الامريكية قبل التصويت على هذا القانون اي ان( اسرائيل) اخذت الضوء الاخضر من امريكا مسبقا.. بدليل ان الولايات المتحدة لم يصدر عنها اي تعليق على هذا القانون فلم تستنكره ولا ما يحزنون.
المشكلة تبدأ في القيادة الفلسطينة التي وقعت اتفاق (اوسلو)لا حول ولا قوة الا بالله ..نسمع القيادة الفلسطينية تهدد بالرجوع الي محكمة الجنايات الدولية او الي مجلس الامن او الي اي مكان في الارض ولكن لا نجرؤا على عمل اي شيء.اسرائيل اذكياء او خبثاء وهذا ليس سرا يقال عنهم فهم مشهورون به منذ القدم بل ان الروائي الانجليزي العالمي (شكسبير) وصفهم خير وصف في روايته الخالدة (تاجر البندقية).وهم يفتخرون بذلك ولا يخجلون منه .
ولكن ماذا عن القيادة الفلسطينية التي وقغت اتفاق اوسلوا ..؟ بموجبه تنازلوا عن كل فلسطين الي اسرائيل ومسنتنى جزءا صغيرا من فلسطين هو 7% فقط هو مساحة غزة والضفة الغربية ..؟ نقصد المناطق التي سموها منطقة ا اما منطقة ب وج فهي ملك الي اسرائيل هل تصدق هذا …الجزء الباقي من فلسطين تم التنازل عنه باريحة تفوق كرم حاتم الطائي .واعترفنا باعتبارها دولة اسرائيل. فلماذا البكاء والنحيب الان ..؟ وحتى لا يقول احد الاخوة باني اوجه سهام النقد الي احد ظلما وعدوانا فلا توجد اي عداوة شخصية بيني وبين اي من اركان القيادة الفلسطينية ولكنه حق النقد فقط. لا نريد ان نصفهم باي شيءبل نترك ذلك للشعب الفلسطيني
ان المادة رقم (1) من الاتفاق تنص على الاتي :-ان هدف المفاوضات الاسرائلية الفلسطينية ضمن عملية السلام في الشرق الاوسط هو من بين امور اخرى اقامة سلطة حكومية ذاتية انتقالية فلسطينية.
فاذا قرانا اتفاق اوسلو من الالف الي الياء لا تجد فيه كلمة واحدة اوحرفا واحدا ينص على اعتراف اسرائيل بسيادة اي فلسطيني.. على ارض فلسطين. انهم يعتبرون الارض ارض اسرائيل.. فهم يعيشون على احلام الوعد الالهي ..وارض الميعاد ..وارض شعب الله المختار ..الخ من الاكاذيب التي كتبوها بايديهم .
فقد تنازلت القيادة الفلسطينية عن فلسطين..بالرغم من ان هذا ليس من حقهم فهم اعضاء في منظمة تحرير فلسطين وليسوا في منظمة التنازل عن فلسطين.فليس لدينا منظمة بهذا الاسم ولا يحق لكائن من كان ان يتنازل عن فلسطين.. ووافقنا على انها ارض اسرائيل.. وذلك في اتفاق دولي وشهد عليه الدولتان العظميان في العالم وهما الولايات المتحد الامريكية و والاتحاد السوفيتي ..والغريب ان الذي وقع الاتفاق يعرف هذا تماما .ولكن ادخلتنا اسرائيل في نفق المفاوضات المظلمة وليس في نهايته اي امل بان نعيش على ارضنا .بل كل ما هو منصوص فيه المفاوضات ولم يحرصوا على تحديد سقف للمفاوضات ولا تاريخ لها ولا مرجعية لها فقال (شمعون بيريز) كلمته المشهوره :- (المفاوضات مثل لعبة القفز على الحواجزفمن يتوقف عن القفز يخسر المفاوضات ) .وكان بيريز اراد لنا ان نركض مدى الحياة بالرغم من( اسحق شامير) رئيس وزراء اسرائيل اثناء انعقاد مدريد سنة 1990 قال (سوف نجعل المفاوضات عشر سنوات .)
الذي يزيد المرء ايلاما ما اطلقوا عليه لم الشمل اي لم العائلات الفلسطينية التي تعيش في الشتات والسماح لهم بالعودة الي وطنهم .لقد فوجئنا بان نماذج لم الشمل هي من باب الرحمة او الشفقة ليس الا فهي ليست حقا من حقوق اي فلسطيني ولا تعجب فان نموذج لم الشمل هو كالاتي:-السيد فلان ……
يسعر الكولونيل…..ان يخبركم بالسماح لكم في الاقامة على ارض اسرائيل
وافبلوا فائق الاحترام ….توقيع…
ذلك ان اسرائيل بعد اتفاق اوسلوسنة1993والاتفاق مع السلطه الفلسطينة على منح تصاريح اقامة لسكان الارض المحتلة.. (اي ضمان سكن وليس سيادة)ولم تسمح باعطاء تصاريح اقامة لسكان (القدس الشرقية) المحتلة. لم الشمل الاسرائيلي لنا هو السماح لنا بالاقامة فقط.. فالارض ارض اسرائيل كلها . ولا حول ولا قوة الا بالله..
ولماذا يغضبون عند دخول القوات الاسرائلية الي اي مدينة او قرية او مخيم فيقتلوا ويسجنوا من يشاؤا فهذا بحسب اتفاق اوسلو راجعوا المسؤلين الكبار.
ان الماده رقم 8 من اتفاق اوسلو تنص على الاتي )Lالنظام العام والامن )
من اجل ضمان النظام العام والامن الداخلي الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة سينشىء المجلس قوة شرطة قوية بينما تستمر اسرائيل في الاضطلاع بمسؤلية الدفاع ضد التهديدات الخالرجية .وكذلك بمسؤلية الامن الاجمالي للاسرائليين بغرض حماية امنهم الداخلي والنظام العام.
اسرائيل لها الحق في اي وقت لحمايةالامن الاجمالي للاسرائليين وحماية النظام العام. ….يا عرب يا قيادات فلسطين انتم تنازلتم عن كل شيء وتركتونا بجوار الحائط فان الجيوش العربية مشغولة بحروبها الداخلية والعالم يعاني مشاكله الدولية المعقدة ..والامم المتحدة مشغولة باللاجئين السوريين.. وغيرهم ونحن لم يبق لنا الا الله وحده وهوينصر عباده المؤمنين .
ايها القيادات حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا .اذا اردتم العدل فان تاريخنا مشرف ويمكن الخروج من هذه الازمات ليس بالمفاوضات ولا بالقبلات..بل بما انتم اهل له وقديما قال العرب:-
السيف اصدق انباءا من الكتب في حده الحد بين الجد واللعب
اللهم لا تتركنا لانفسنا طرفة عين وانصرنا على اعدائنا يا رب العالمين..!!
المحامي سفيان الشوا
