إزدواجية المعايير السياسية القاتلة لدى العرب؟! | صحيفة السفير

إزدواجية المعايير السياسية القاتلة لدى العرب؟!

أربعاء, 15/02/2017 - 16:17

أثبت التاريخ الحديث أن العربي السياسي يتمتع بازدواجية قاتلة أين منها ازدواجية المعايير الأميركية؟!
يمكن القول أنها تجلت فاضحة في قضيتين:
-القضية الفلسطينية
-تعاملهم السياسي في داخل بيتهم السياسي… الجامعة العربية
* كثير في العالم يلوم الغرب عموما و”أميركا” خصوصا على انتهاج المعايير المزدوجة في التعامل السياسي، وما يعنينا هنا: التعامل مع القضايا العربية، خصوصا قضيتهم الأولى،القضية الفلسطينية؟!
* ماهي حالنا نحن العرب ؟ هل نحن فعلا مبدئيون جدا، تجاه قضيتنا الفلسطينية، وتجاه تعاملنا مع بعضنا؟!
لنتمعّن:
أولا:
لم ينجح العرب في وقف تحقق الحلم الصهيوني،  بل إنه لا يزال يفرخ أحلاما فرعية، ويتمدد على حساب العرب والمسلمين أرضا وقداسة وكرامة.
ثانيا:
نجح بعض العرب عبر بيتهم السياسي ، الجامعة العربية، في تدمير بعضهم الآخر بالتعاون مع من استعمر العرب وسرق أرضهم، من ترك وأوروبيين و(إسرائيليين) في زمن لما تزل أجياله تعيش المأساة. وهم لذلك رصدوا الكثير من الأموال والسلاح على حساب رفاه شعوبهم، لتدمير أشقائهم.مالم يرصدوا عشر عشر معشاره لأجل القضية الفلسطينية.؟!
تفصيل:
–        ساندت أميركا(إسرائيل) نشأة كـ(دولة) ورعاية حمائية، سياسة -عسكرية-اقتصادية، بشكل غير مسبوق في التاريخ المعاصر تاريخ “الحرية والإخاء والمساواة” أي تاريخ العدالة…؟!منذ عام 1948م، وربما قبل ذلك بكثير؟
–        أطفأ التدخل العربي وهج ثورة عام 1936م الفلسطينية، بعد أن أوشكت أن تحجم الوجود (اليهودي) في فلسطين العربية، كيلا أذهب إلى القول إلى إنهائه.
–        لم يغيّر العرب، خصوصا أولاء أصحاب الثروة والمال الوافربأكثريتهم العربية والإسلامية،  حثيث مسعاهم وتدافعهم السياسي باتجاه الغرب عموما، وأميركا، زعيمته خصوصاً، من باب ردة الفعل (الكريمة) في وجه “أميركا”على ما ترعاه أحيانا وتوقعه بهم أحيانا أخرى، من ظلم واستنزاف ثرةات، وقع ويقع بحق الأرض والإنسان الفلسطيني والعربي عموما؟!
–        مرّ عهد “الإتحاد السوفييتي” السابق، في تاريخ الصراع على النفوذ في المنطقة العربية، بحيث لم يبق منه سوى حالات من الشعور بالأسى على ما فات، ربما على أمل “الفرح بما هو آت” وقد مثّلت (مصر-السادات) هذا الشعور عمليا، في ذهابها إلى توقيع اتفاق”كامب ديفيد” في عام 1979م وقبل ذلك (طرد) السوفييت من أرض مصر العربية؟!مصر التي قاتلت (إسرائيل) بالسلاح السوفييتي في حرب 1973مـ جنبا إلى جنب مع “سورية” العربية، إذ هتكتا معا سرأسطورة شائعة تقول : بأن الجيش الإسرائيلي لا يقهر.ليظهر في النهاية أن الفرح الذي كان مأمولا أن يكون هو(آت) كان أميركا بعجرها وبجرها؟!
–        في الواقع نجد أن كل من كان ويكون له صولة وجولة في السياسة من العرب، لا يهمل بالقطع الإتصال بأميركا، اتصالا مباشرا، أم بالواسطة، و(إسرائيل) غالبا ما تكون  هي الوسيط الأفعل..ويكون ذلك التواصل لواحد من سببين:
الأول: تدعيم شخص من هو على رأس الحكم، وحمايته من أي معارضة قد تهب في وجهه.
الثاني: مدّ من هو على رأس الحكم بأسباب الوقوف على القدمين، من مال وسلاح، لزوم حماية نظامه السياسي لا أكثر، ثم حاشية ذات توجه موالٍ لها.
–        كل المقاربات السياسية في المنطقة العربية، منذ قيام دولة (إسرائيل) وحتى الآن، كأهم منطقة اجتمع فيها الديني من عقائد، والدنيوي من موقع وثروات فوق سطح الأرض وفي باطنها، كانت لأميركا اليد الطولى فيها.حتى باتت حالة عدم الإستقرا فيها، وبامتياز، سياسة أميركية استثمارية في الأموال حتى التخمة، وفي الأفكار حتى الإرهاب، وهي الرابحة دائما، في وجه أي قوة عظمى في العالم.!
–        التصدي بالحلول السياسية لأعقد القضايا العربية الآن، والتي تأتي القضية الفلسطينية على رأسها، تحتاج باستمرار إلى الضوء الأخضر الأميركي، وربما (الأخطر) كي يتاح لها النجاح.
–        ثبت أنه لا يستطيع قطب واحد،أن يضع حلا سلميا دائما في المنطقة، ويضمن استمراره بحدود التمكن، وذلك بوجود(إسرائيل)..لكن قطبا واحدا استطاع، ويستطيع زرع الفوضى والخراب والدمار في المنطقة والقيام ببذر بذور الفتن، لدى من لديهم القابلية لذلك من أهلها، مثلما يحدث الآن، في ضوء (الربيع الأحمر العربي).. كانت الحرب الأميركية على “العراق” واحتلاله، وتنفيذ مخطط تدمير “سورية”المثالين الصارخين على ما نقول. هذا إذا لم نضف إلى ذلك ما يجري الآن من خراب في كل من “ليبيا” و”اليمن”. يساعد في هذا الخراب ولا شك وجود(إسرائيل).
–        من على منصة المؤتمر الصحفي مع نظيره المنغولي، يقول الوزير الروسي “لافروف” بخصوص إيجاد حل سلمي لـ(المسالة السورية):
“يجب دعوة الجانب الأميركي (إلى مؤتمر أستانة المزمع عقده قريبا) بصفة مراقب”
–        تسعى شريحة مهمة من الفلسطنيين ،مع أميركا والغرب، سعيا حثيثا وراء تنفيذ حل الدولتين، ولكن هذه الشريحة التي تمثلها السلطة الفلسطينية، تقوم بالتنسيق(النضالي) مع معظم  دول العالم وعلى رأسها “أميركا” بهدف قيام (الدولة الفلسطينية) على حدود 1948م..لكن الذي يدهش، هو، ربما، اعتبار السلطة الفلسطينية (إسرائيل) أفضل المعابر إلى “أميركا” نفسها: أليس التنسيق الأمني مع (إسرائيل) ضد أي تحرك فلسطيني له وجهة نظر أخرى للحل، علامة بارزة على هذا الطريق؟!

تقول العرب:

إن أخطر عيوب “أميركا” هي المعايير المزدوجة التي تعتمدها في سياسة تنفيذ خططها الإستراتيجية على مستوى العالم؟! وهم: أي جلّ الساسة العرب، يسعون إلى التحالف معها، ويكون ذلك على مستويات، منها اللصيق، ومنها النفعي، للخروج بمقولة، أو تأكيدا لها، ولو بوجود النجم الروسي الصاعد، تشير إلى أنه: لا يمكن الإستغناء عن أميركا؟! طبعا هنا لا ندخل الشعوب العربية في معمعان ما نذهب إليه، ولهذا الأمر نظرة أخرى.
التساؤل هنا:
-هل للعرب أنفسهم نهج مختلف، مقارنة بالنهج الأميركي؟
-أليس (إسرائيل) هي الذراع العسكرية-الأمنية الأقوى في التاريخ الحديث… الذراع التي رفعتها ولما تزل ترفعها “أميركا” لمصالح مشتركة، في وجه كل من يعارض استراتيجيتها في أهم منطقة حيوية من العالم؟ المنطقة العربية ومحيطها؟؟.
ما تقدم يثبت وبالدليل القاطع، بعد أن رفع النعام راسه من الرمال، على ضوء مستجدات الحرب على سورية، والحرب في  العراق وفي اليمن.. عندما اتفق بعض العرب و(إسرائيل)، قفزا فوق مأساة القضية الفلسطينية أرضا وشعبا، على أن الخطر الإيراني هو الذي يهدد أمن المنطقة، وربما أمن العالم، لتأتي بعد ذلك الإدارة الأميركية الجديدة، وبلكنة (الكاوبوي) وتقول: بـ”أن إيران أكبر دولة إرهابية في العالم”

كثير من الساسة العرب ومشايخ سلطانهم، حلموا، ويحلمون بالصلاة في المسجد الأقصى..لكن الذي نخشاه أن تكون صلاتهم كصلاة الرئيس المصري الراحل” أنور السادات” فيها، أو أن تكون والقدس عاصمة أبدية لـدولة (إسرائيل) اليهودية، لا عاصمة لدولة فلسطين العربية.راقبوا خطوات نقل السفارة الأميركية إلى القدس؟

ويتحدث العرب عن المعايير الأميركية المزدوجة؟؟!!

 

علي الدربولي